وصولاً إلى قناة الاتصال؛ فالمتلقي وإستراتيجية القراءة، سأحاول في هذه المقالة وما بعدها الوقوف عند ما يطلق عليه «النص والخاصية النوعية»، كونه نصًّا تعدديًّا قادرًا على التوجيهات النصية للقارئ، بحيث يتيح مساحة حرة لوجهات نظر متعددة، بالاعتماد على نقاط الإبهام التي يملؤها المتلقي وفق ذلك المفهوم، فَخَرْجْتُ أَنْتَهِزُ مَحَالَّهُ حتَّى أَحَلَّنِي الكَرْخَ، أو من حيث ملء الفراغات التي يقوم المتلقي بملئها، فعبارة «وَلَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ»، تكاد تقدّم للمتلقي صورة من صور صراع الطبقات في ظلّ ما تعرضه في محالها من أشهى المأكولات، تشي بغواية نفسية من طرف عيسى بن هشام، في مقابل البحث عن «ضحية ما»!! وقيمه، فإذا كانت المقامة تعدّ جزءًا من التراث العربي السردي؛ في المقابل تقوم على مجموعة من المعطيات الاجتماعية، والشخصية السّاذجة تكاد تعرض أنموذجًا حيًّا لحال ذلك العصر بكل تجلياته ومفارقاته،