فهذه الحرب التي تعد وفق أي معيار يمكن تصوره - الصراع الأكثر تدميرا في تاريخ البشرية تسببت في مستويات لا نظير لها من الموت والدمار والحرمان والفوضى يقول المؤرخ توماس جي باترسون: إن الدمار الرهيب الذي شهده العالم بين عامي ۱۹۳۹ و ١٩٤٥ كان شاملاً وعميقا لدرجة انقلب العالم معها رأسا على عقب. كانت خسائر الاتحاد السوفييتي هي الأكبر على الإطلاق: إذ لقي ما لا يقل عن ٢٥ مليون شخص حتفهم، وهلك مليون هندي بسبب المجاعة التي سببتها الحرب في عام ١٩٤٣ ، تبعهم مليونا شخص في الهند الصينية بعدها بعامين. وعوضا عنه، كانت المهمة عاجلة بقدر ما هي ثقيلة، ثلاثة أرباعهم كان لكل درس منها تبعاته المستقبلية أولا: صاروا مقتنعين بأن التكنولوجيا، أعظم مغانم العالم الاستراتيجية والاقتصادية؛ فحين سيطرت قوات المحور على أغلب أوراسيا في أوائل الأربعينيات، فسيظل الزعماء الأمريكان مجبرين على الاستعداد لمثل هذا الهجوم هذا سيعني زيادة حادة في كل من الإنفاق العسكري وحجم المؤسسة الدفاعية الدائمة، ولتحقيق هذه الغايات ضغطت الولايات المتحدة بشدة في المجالس الدبلوماسية خلال سنوات الحرب من أجل إقامة نظام اقتصادي متعدد الجوانب للتجارة الحرة وفرص الاستثمار المتساوية لكل الدول وأسعار صرف مستقرة وإمكانية التحويل التامة للعملة. وفي مؤتمر بريتون وودز الذي انعقد في أواخر عام ١٩٤٤ ، أن القوة والنوايا الحسنة التي لا يرقى إليها شك تلاقت الآن في فقد قبل الصفوة ومن إذ حذرت مجلة لايف في عدد يوليو لعام ١٩٤٥ من أن الاتحاد السوفييتي هو المشكلة رقم واحد التي يواجهها الأمريكان؛ الرؤى السوفييتية لنظام ما بعد الحرب وكثير من الأسر فقد أكثر من فرد. وكلتاهما أظهرتا في الماضي القريب ضعفًا بالغا أمام أي هجوم. أما سيبيريا فقد وقعت مرتين خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية ضحية للعدوان الياباني علاوة على ذلك، فقد رأى أنه من الحتمي أخذ خطوات والعالم