كان ابو عبد الرحمن كحال كل ليلة من ليالي الشتاء في المخيم يضرب بفأسه حافرًا خندقًا يبعد المياه عن خيمته التي تأوي أسرته، وهنا تبدأ المقارنة لماذا وجد عمل أبو فلان وأبو علان لما ليس أنت؟، والرد نفسه هل اسرق حتى ألبي حاجاتك وحاجات عبد الرحمن. ظل ابو عبد الرحمن يحدق في هذا الخندق ويرن في عقله هذا السؤال ولما لا لما لا أسرق؟، ابا العبد ما علينا سوى اخراج الأكياس والحارس سيعيننا بتسهيل الدخول والخروج وموظف الهيئة الأجنبي سيبيعها وكل يأخذ ماله . كان هناك صراع دائر بين العقل والقلب لدى ابا عبد الرحمن، العقل يخبره بأن الامر أعقد وأعمق من عملية سرقة بسيطة، عاد العقل للسيطرة وهو يحلل هل هذا هو السبب في كل هذه الكسرة والحسرة التي يمر بها سكان المخيمات حين يخبرهم موظف الهيئة الاجنبي أنه لا يوجد طحين كافي، هل يقومون بسرقته وبيعه لمن يقدر هل هذا سبب ما مر به كل ليلة مع زوجته وطفله ويمر به كافة سكان المخيمات،