نَهَضْتُ مِنْ مَكَانِي وأَنَا أَشْعُر بِنَشَاطٍ غَرِيب وكَأنّ نَبْعاً مِن القُوّةِ الدَاخِلِيّةِ قَدْ سَرَى فِي جَسَدِي. تَصَوّرتُ أنَّ جَمِيعَ مَخَاوِفِي كَانَت تَصْدُر مَن آلَةٍ مُزْعِجَة وأَنّهُ صَارَ بِإِمْكَانِي الآنَ أَن أُطْفِئَ هَذِهِ الآلَة أَو أَقْطَع عَنْهَا الكَهْرُبَاء. لَيسَ عَليّ أَن أُصْغِي إلى ذَلِكَ الصّوتَ الدّاخِلِي الذِي يَقُولُ لِي أَشْيَاء غَيْر صَحِيحَة عَن نَفْسِي أَو عَن النَاس أَو عَن المُسْتَقْبَل. وعِنْدَمَا أَسمَعَهُ فِي رَأْسِي سَوْفَ أَتَحَدّاهُ وسَوْفَ أسْتَبْدِلَهُ بِصَوْتٍ قَويّ واثِقْ كَأن أَقُول لِنَفْسِي: إِن كَانَت لَديّ العَزِيمَةَ والصبْرَ يُمْكِنَنِي أَن أَتَحدّى جَمِيع المَصَاعِب. وَعِنْدَمَا أَشْعُر بِالقَلَق الشَدِيد سَوفَ أُغْلِق عَيْنَي وَآخُذ نَفَسًا عَمِيقًا جِدًا ثُمَّ أَزْفُرَهُ بِبُطءٍ شَدِيد مِنْ فَمِي وَكَأنّنِي أَنْفُخ فُقّاعَة صَابُون عِمْلَاقَة. نَعَم! هَذِهِ خُطَّتِي التِي أَنْوِي تَطْبِيقَهَا كُلَّمَا شَعَرتُ بِالخَوف أَو القَلَق والتوتّر. رُبَّمَا عَليّ أَن أَكْتُبُهَا عَلَى وَرَقَة قَبْلَ أَنْ أَنْسَاهَا!سَرّحْتُ شَعْرِي ونَفَضْتُ الغُبَارَ عَنْ ثِيَابِي ورَتَّبْتُ خَيْمَتَنَا.