تعترب الظاهرة السياسية امتداد طبيعي ملدى ارتباطها حبياة اإلنسانية و اجملتمعات ،اجملتمع وانصهارها يف شكل من أشكال الدولة، واليت انلت اهتمام من قبل املفكرين ويف دراسات الفالسفة يفمنتصف القرن التاسع عشر كانت كل الجامعات األوروبية تدرس السياسة واحلكم كفرع من فروع الفلسفة األخالقيةواقتصر الاهتمام بالسيايات اليت ترمسها احلكومات والقوى التي تسهم في بلورتها كما لم تعمد لفهم السلوك السياسيالا انها كانت لا تزال ضمن الاطار الفلسفي، وبدأ علم السياسة يصبح فرعا من فروع العلوم الاجتماعية عقباستقلاله عن الفلسفة الاخلاقية وحظي الدعم في المجال العلمي و المعرفي ووفقافإن التخصص األكادميي املشار إليه عموما ابسم دراسة السياسات العامة نشأ من النهج املسمى بعلوم السياسة "التوجه السياسي" ، الذي كان الفصل حبيث كان التوجه يف علوم السياسة يركز صراحة علىالتطبيق الصارم للعلوم )وابلتايل ، االستخدام املتعدد للعلوم'( لقضااي احلكم واحلكومة، فضال على أن هارولد السويلكان يريد إنشاء العلوم االجتماعية التطبيقية التي من شأهنا أن تكون مبثابة وسيط بني األكادمييني وصانعي القرارنقاش سياسي غري مثمر حول القضايا السياسية امللحة في الوقت الحاضر.والعمليات الدميقراطية، أو ما عرفه ابسم "علوم السياسة الدميقراطية"، اليت كانت موجهة حنو املعرفة الالزمة لتحسنيممارسة الدميقراطية وتفعيل التوجه الدميقراطي بشكل مباشر؟؟، وقد يكون مرد ذلك للعداء الذي يكنه السويل جتاهولكن إذا كان االهتمام األكادميي للدراسة املوضوعية و العلمية للسياسات العامة داخل األكادميية بغرض تقدمي فإن هذا املفهوم من الناحية العملية له اتريخ طويل، فلقد كان احلكام وقد كانت عادة شخصية أو الفردية عند الدبلوماسيني األوروبيني خالل القرنني السابع عشر و الثامن عشر ،ما كان حمتكرو السلطة يفتقرون إىل املستشارين. هناك متييز واضح بني مقدمي املشورة السياسية يف وقت أي أن املشورة السياسية للحكام اندرا ما تعتمد على البحوث املستفيضة، ودائما مللقد كان االستثناء الرئيسي، دبلوماسي عصر النهضة اإليطايل الرائع نيكولو مكيافيلي،كتاب األمري )/1950 1515( كان أكثر من جمموعة معممة من املالحظات ومن التوصيات إىل أي حاكم أولقد شهدت الفرتة ما بني احلربني العامليتني تطور مرحلي ملفهوم السياسات العامة، ،2001 صفحة 27(، وكذا الصراع بني السلطات الرمسية، هذا املدخل اعتمد علىشرح أسباب ونتائج أنشطة احلكومة مع الرتكيز على مضمون السياسات العامة، من خالل أتثري القوى الفاعلةوتقومي نتائج السياسات العامة على اجملتمع.وتزايد االهتمام ابلسياسة العامة بعد احلرب العاملية الثانية من خالل الرتكيز عليها من حيث مفهومهاوأهدافها وكيفية صياغتها وأساليب تنفيذها، بفعل تنامي األصوات املطالبة بتدخل الدولة يف النشاط االقتصاديبذلك يف إطار السياسة العامة اليت أصبحت يف بعض األحيان هي السلطة املهيمنة واملنسقة لكل الوظائف يفويف اخلمسينات من القرن العشرين برز مصطلح علم السياسات العامة على يد عامل االقتصاد السياسيD Harold)  من خالل كتابه ) السياسة: من حيوز على ماذا ؟ ومىت؟ و أساس للعمليات التبادلية والتوزيعية للقيم وللمنافع يف رسم السياسات العامة وتنفيذها، حيث متثلتاالهتمام بدراسة منهج )حتليل النظم( الذي أصبحت اجلماعات والقوى االجتماعية حمور االهتمام ومفهوم السلوكويف اخلمسينات من القرن العشرين برز مصطلح علم السياسات العامة على يد عامل االقتصاد السياسيD Harold)  من خالل كتابه ) السياسة: من حيوز على ماذا ؟ ومىت؟ و أساس للعمليات التبادلية والتوزيعية للقيم وللمنافع يف رسم السياسات العامة وتنفيذها، حيث متثلتجمهوداته البداية احلقيقية حلقل السياسة العامة كما ارتبطت بظهور املدرسة السلوكية يف بداية الستينات عند تزايداالهتمام بدراسة منهج )حتليل النظم( الذي أصبحت اجلماعات والقوى االجتماعية حمور االهتمام ومفهوم السلوكهو املتحكم يف دراسة علم السياسة كما حل مفهوم النظام بدل الدولة، ومتكنت املدرسة السلوكية من إحالل احلركية وأصبح كل ما خيتص ابلدولة يطلق عليه مدخالت وخمرجات وبعدها توالت البحوث والدراسات املتخصصة ابلسياسات العامة، وعلماء السياسة وجهوااهتماماهتم إىل دراسة املؤسسات السياسية والسلوك السياسي واملؤثرات الثقافية واالجتماعية والشخصية فضال عناالهتمام ابملؤسسات احلكومية وغري احلكومية من حيث البنية والدور يف صنع السياسات العامة.يف مرحلة التسعينات وما بعدها وتبدل دور الدولة ، وتزايد أدوار الشركات املتعددة اجلنسيات واملنظمات يف صياغة أولوايت السياسة العامة وحتديد مساراهتا،وثورة االتصاالت، كما ظهرت كتاابت تؤكد على دور الفاعلني اجلدد يف السياسات العامة وعن دور الشركاتالكربى، ومنظمات حقوق اإلنسان واملنظمات غري احلكومية يف صنعها، وهذا مبجمله ساهم يف بلورة الرؤى احلديثةللسياسات العامة واليت تكون حمصلة للتفاعالت الرمسية وغري الرمسية،