الواقع أن تعـدد مفاهيم الأحياء الحضرية المتخلفة قد أصبح يستخدم بأشكال مختلفة وطرق تتنوع باهتمامات الباحثين المتخصصين في دراسة قضايا ومشكلات الأحياء الحضرية المتخلفة ولكن هناك شبه اتفاق بين العلماء يشير إلى "الأحياء الحضرية المتخلفة بأنها تلك الأماكن التي تكون فيها الإقامة متدنية والتي تتصف بتلوث البيئة والأمراض الاجتماعية والصحية التي يسكنها الفقراء والمنبوذون اجتماعياً، كما تعرف تلك المناطق بأنها "المناطق الحضرية التي تقطنها طبقات فقيرة وتتميز بسوء حالة مبانيها وعدم توفر الوسائل الصحية بها " . وتعرف المناطق المتخلفة بأنها المكان الذي توجد به مجموعة من المباني يتميز بالازدحام الشديد والتخلف والظروف الصحية الغير ملائمة وما يترتب على وجود هذا كله من آثار على الأمن والأخلاق ، حيث تتسم تلك المناطق بالتخلف من الناحية الاجتماعية أي من ناحية نوعية الناس الذين تضمهم تلك المناطق وتجذبهم إليها، أي من ناحية المباني والطرق ومستوى الخدمات. كما يشير اريك - بارن ريدج إلى كلمة تخلف أنها مشتقة من كلمة هجوع (slumber) وهذا المصطلح يطلق على الأماكن التي تتميز بوجود أزقة وحواري يأوى إليها الفقراء، كما تعرف هذه الأماكن بالشارع الخلفي للمدينة، وتعرف أيضا بأنها " المناطق القديمة التي تقع في قلب المدن والتي تتميز بتكدس السكان الفقراء بها ومساكنها القديمة الآيلة للسقوط والتي كانت قبل ذلك أماكن لإقامة الأسر المتوسطة ثم تدهورت حالة المساكن بفعل الزمن فتركتها هذه الأسر لمناطق أنشئت حديثا ثم قسمت الوحدات السكنية إلى غرف تؤجر مستقلة للأسر الفقيرة, وخلاصة القول يمكن تقسيم تلك المناطق إلى ثلاثة أشكال في إطار تباين استعمالات السكن والعلاقات الاجتماعية التي يتسم بها سكان تلك المناطق وهي : 1 الشكل الأول: هو الشكل الذي تكون فيه المناطق المتخلفة تتكون من مباني قديمة ومتهالكة وتتميز بتدهور البيئة العمرانية وتعد مناطق إيواء الفقراء الحضر ومعظمهم من المهاجرين من الريف سعيا وراء معيشة أفضل ويعملون على تحويل المسكن إلى محــل بالإضافة لكونه مأوى للأسرة. الشكل الثالث: بنشأ نتيجة لسياسات التحول والانتقال التي تحدث في مناطق الأعمال الرئيسية والمصانع حيث تتحول المناطق المتاخمة بها إلى مناطق خدمات يقدمها الأهالي للعاملين بهذه المصانع الأمر الذي ينفع كثير ممن يسعون للحصول على فرصة عمل للإقامة بتلك المناطق ثم ما تلبث هذه المناطق أن تزدحم وتتنامى مكونة بؤرا انحرافية وبأخذ الفساد والتحلل الفيزيقي والاجتماعي طريقه إليها. حيث صنفها إلى ثلاث نماذج رئيسية: النموذج الأول هو الحي المتخلف ( الأصلي وهو عبارة عـــن مساحة تعد في الأصل متخلفة تتكون من مباني غير ملائمــة معها محاولات الإصلاح وتحتاج إلى أن تدمر تدميراً كلياً. أما النموذج الثاني يتمثل في أحياء متخلفة تكونت نتيجة هجرة عائلات الطبقتين الوسطى والعالية إلى مناطق أخـــرى وينتج عن ذلك فساد المنطقة وتحل الطبقات الفقيرة محلهم. ويميز هربرت جانز Herbert Gen ) بين نوعين من المناطق المتخلفة يسمى النوع الأول منطقة الدخول Internet area يجد فيها المهاجرون مكانا للاستقرار في بداية وصولهم إلى المدينة محاولين أن تتكيف طريقة حياتهم وثقافتهم مع الأوضاع السائدة في تلك البيئة الحضرية،