اوثقت يدا طفل في الخامســــــــــة من عمره خلف ظهره، وعُصــــــــــبت عيناه الخضــــــــــراوان ووقف قبــالتــه خمســـــــــــــة جنود وقفــة اســـــــــــتعــداد متنكبين بنــادقهم متأهبين لتنفيذ الجديد من أوامر ضابطهم المتوقعة. فســـددوا بحركات ســـريعة فوهات بنادقهم نحو قلب الطفل، وأمرهم ضــابطهم بإطلاق النار، واختلط صــوت الضــابط الصــارم الآمر بضــحكة ندت آنذاك عن الطفل، وبلغت مســامع الجنود الخمســة، فتذكر الأول زوجته الجميلة حين تضــــحك، وتذكر الثاني ســــريره قرب نافذة مطلة على نهر، وتذكر الثالث شــــارعاً مشــــجّراً يمشـــــــي فيه مثرثراً مع صـــــــديق، وتذكر الرابع يوم كان صـــــــغير الســـــــن يعلمه أبوه صـــــــيد وتذكر الخامس أمه تكبر في السن فجأة يوم مرض. وبادر الجنود الخمســــة إلى إطاعة الأمر العســــكر، وأطلقوا نيران بنادقهم على صــــدر ضــابطهم الذي تهاوى أرضــاً مثقوباً خمســة ثقوب دامية، النار على صدورهم، ولكنهم ظلوا أحياء ومات الآمر بإطلاق النار.