الأخلاق الحميدة هي رأس المال في الحياة الدنيا؛ حيث أوصت جميع الشرائع السماويّة بالالتزام بالأخلاق، فمجتمع بلا أخلاق هو مجتمعٌ فاسدٌ بالضرورة، لا يقتصر مفهوم الأخلاق على صفةٍ واحدةٍ فقط، فهناك منظومة أخلاقٍ طويلة، كما وردت العديد من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على الصدق، وقال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه طريقٌ للبر، ومن المعروف أنّ الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان يُلقّب بالصادق الأمين، فالتحلي بالصدق هو اقتداءٌ بأخلاق نبي الأمة، بالإضافة لفضل الصدق في تماسك وبناء المجتمعات، لأن الكذب وهو خلاف الصدق يعتبر من المحرمات، كأن يخالف الشخص قول الصدق، كما أن حبل الكذب قصيرٌ جداً، عكس الصدق الذي يبقى سر النجاة، عكس الصدق الذي لايؤدي سالكه إلا إلى درب الخير، أنه أساسٌ للكثير من الأخلاق التي تقوم عليه، فلا يمكن أن يكون الشخص سوياً إن لم يكن صادقاً، ولا يمكن أن يكون وفياً بالعهود والمواثيق إن لم يكن صاحب لسانٍ صادقٍ، ولا يمكن أن يكون موضع ثقتهم أبداً، خصوصاً أن الصدق صفةٌ لله تعالى، لا يكون الصدق في مواقفٍ ويغيب في مواقف؛ لأن الصادق صادقٌ دوماً، ولا يمكن أن يكون كاذباً وصادقاً في الوقت نفسه، لأنّ الصدق مبدأ أخلاقي، الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.