السعادة هي طيب النفس وصلاح الحال بعيد عن الشقاء. وكلما كنت راضا عن حال دنياك ينتابك شعور السعادة والسرور لأنك مقتنع بما قسم الله لك سواء من الصحة، وقد تكون الجيرة الطيبة والمسكن الواسع والأصدقاء الأوفياء سبب سعادة البعض. بالنسبة لي أرى السعادة في الأمن من كل ما يخيفني وان كان لا يؤذيني. انا لست كاملاً وهناك الكثير من الأمور التي أتمنى من الله تعالى ان يوفقني للوصول إليها بسهولة ويسر ويعينني عليها بحوله وقوته. حينما كنت صغير العمر وفي بداية ادراكي لما هو حولي كانت هناك علامات استفهام واسأله تجول في داخلي. وعامل النظافه كبير السن الذي انهكه التعب تحت اشعة الشمس سعيد في حياته. اتسعت في مخيلتي العلامات كلما انتقلت إلى مرحلة جديدة ومتقدمة وأصبحت أفكر في الفروق بين افراد معينين من المجتمع وكأن عجلة الحياة متوقفة عندهم بل لا تمر على محطاتهم. وبعد مرور الزمن وجدت أن هناك أشخاص سعادتهم في مبادرته ليكون في الصف الأول بين المصلين. كنت اعيش كل لحظة في حياتي بسعادة بالغة، حتى زيارة الطبيب في المستشفى كنت اتسابق لأكون الأول في دخول العيادة. ولكن بعد اجتياح وباء فايروس كورونا غير حياتي بأكملها. تعاقبت السنين واخذت ما أخذت من اعمارنا إلى أن رست بنا السفينة على شاطئ لا شمس فيه ولا قمر. انفاسنا ناخذها بثمن وكلامنا نطلقه بلا ثمن. باتت الحياة بالنسبة لي كصندوق من خشب مغلق لا تتخلله الأضواء وتسكنه العتمة. نعم حياتي كلها بكل ما مضى من ذكريات جميلة خطفت. على اتساع هذا الكون العظيم وكل ما يسبح في فلكة بات عندي بمثابة أرض قاحلة لا زرع فيها ولا حصاد. فرق الجماعات وحجر العائلات وباعد المسافات. وبعد قطفه إياهم لم يكتفي إلا بقبرا موحشا حفرته ايادي خائفة متوجسة من حمل جسدا اصابه الوباء ففرق كل احبته حتى اهله لم يرفعوا نعشه ولا تجمعوا بالصلاةَ عليه ولا ودعوه. إلى متى ستكتفي او ماذا اقدم لك غير السعادة وعن ديار احبتي ترحل ولا تعود للكون الجميل قبل التصدع والتهشم و يزول وبائك يا كورونا وتنتهي.