وربما كان المجتمع بِأَسرِهِ على اختلاف أُسَرِهِ وطباعه مؤثراً على الفرد بمجرد انخراطه فيه فلا يصبح التأثير مقصورا على أفراد الأسرة ولكنه يتعداه إلى كل من يحيط بالفرد ومن يتعامل معه، أما الفاعلون فينقسمون إلى ثلاثة أقسام، وأفراد هذا القسم يتسمون بنظرة متفائلة وكيان باحث عن الأفضل لمجتمعه ولنفسه، فيتجهون إلى معالجة الذات أولا ثم معالجة الأفراد في النطاق الأصغر وهو نطاق الاسره ثم يوجهون دعوات عامة للإصلاح وبناء مجتمع أفضل بعيدا عن السلبيات. ورغم أنهم على صواب بعض الشيء إلا أنهم يَغفَلونَ عن مصدر تفاعل وتفاؤل القسم الأول ألا وهو الثقة في النفس والنظرة المتعقلة التي تؤمن بأن الإنسان يتأثر ببيئته ومجتمعه ولكنه في ذات الوقت يمتلك عقل منفرد ومبتكر يمكنه من التحليل السليم وتوزيع الواجبات والحقوق بشكل سليم ويقوده للبحث عن الأصلح أيا كان من حوله، فكما أن المجتمع يؤثر على الشخص فينتج الصالح والفاسد، شخص عاقل واحد أقوى من مجتمع يفتقد الهوية والفعل والنظام. وينبغي أن نشير هنا إلى أنه في كثير من الأحيان تكون حالة إنعدام الفعل أفضل بكثير من الفعل السلبي، لهذا فإننا نجد في الفاعل –أحيانا- انعِداماً للفعل أو نجده يدعو إلى انعدام الفعل إذا لم يتحق هدفه من الدعوة إلى الفعل الإيجابي،