وظلت المجموعة تعاني من الموت عطشا حتى اكتشفتهم بالمصادفة حرب فيتنام، حين طفا فوق الموج كل من يبحث عن مأوى وكل هارب وجد أن الموت غرقا أهون من الانتظار المهين. يدفع بأبنائه قسرا إلى أنياب الغربة والحياة الهامشية والموت في الصقيع، لا يقتصر الأمر على بلد معين، ولا على نظام سياسي بعينه ولكن العرب أصبحوا هاربين من كل البلدان ومن مختلف أنواع الأنظمة، يسلكون كل السبل سواء أكانت قانونية أم غير قانونية العبور الحدود من ذلك الوطن الذي كان يُعتقد أنه يمتد من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، فإذا به أضيق من سمّ الخياط ، وأن يذهب أعزل إلا من ثيابه وقومه إلى عالم آخر لا تحكمه هذه النظم فقد كنا نعتقد أن عالمنا العربي تحكمه أنظمة متباينة ومختلفة بعضها عن بعض، وسواء أكان الحاكم العربي تحت الحصار أم خارج الحصار فهو يقوم بالتصرفات نفسها ، دون أن يكف عن التبجح بأنه يملك أفضل نظام ديمقراطي في هذه المنطقة.