ويشيد المقريزى المتوفى سنة ٨٤٥ بالدراسات في هذا الجامع أو الجامعة قائلا : و لا يزال جامع الأزهر عامرا بتلاوة القرآن ودراسته وتلقينه والاشتغال بأنواع العلوم : الفقه ( على المذاهب الأربعة ( والحديث والتفسير والنحو ومجالس الوعظ وحلق الذكر . فيجد الإنسان إذا دخل هذا الجامع من الأنس بالله والارتياح وترويح النفس ما لا يجد في غيره (۱) » . واهتم به السلاطين والأمراء وأرباب الأموال ، وزخر جامع ابن طولون بنشاط علمى جم منذ عهد السلطان المنصور لاجين (۲) سنة ٦٩٤ فقد رتب فيه دروسا لإلقاء الفقه على المذاهب الأربعة ودرسا للتفسير ودرسا للحديث النبوى ، وبالمثل عنى بيبرس الجاشنكير بعمارة جامع الحاكم سنة ۷۰۳ ورتب (۳) فيه دروسا لإقراء الفقه على المذاهب الأربعة والحديث النبوى والقراءات ، إذ شعرت بقوة أنها حاملة لواء العلم والفكر العربيين وأنه ينبغى أن تعمل بقوة لتحميهما إزاء غارات أعداء الإسلام على صقلية والأندلس وغارات حملة الصليب على الشام وأخيرا غارات التتار على إيران والعراق وديار الشام ، فهي تعنى عناية واسعة بإنشاء المدارس ، فقد كان على سبيل المثال لصلاح الدين وزيران : القاضي الفاضل والعماد الأصبهاني ، والأول شامى والثانى عراقى الثقافة أصبهانى المولد .