مــــــستوى الأصوات ) : 1 – المستوى الإيقاعي إن الشاعر قد جعل لقصيدته بحرا إيقاعيا سهلا ألا و هو بحر الرجز, وأيضا جعل هذا البحرنظما إيقاعيا صوتيا رائعا , أضف إلى ذلك اختياره للكلمات والأحرف التيامتزجت مع موضوع القصيدة . وأيضا يعطي إيقاعا وصفيرا في النطق . كما نجد الشاعر قد جعل قافيته حرف (الألف) الذي يعبر عن إخراج النفس منالصدر في آخر كل بيت , كما أيضا نجد حرف (القاف) الذي نجده قد تكرر كثيرا , ويجعله يبدي ما في نفسه من حزن وألم . كما يجعل من تكرارهذا الحرف سلسلة من الإيقاعات الصوتية المتكررة فيجعل للقصيدة بهاء ورونقا. وأعتقد أن الشاعر قد أجادفي ذلك , لأن القصيدة تحمل شيئا من قيم السعادة والتفاؤل , كما نجد في إيقاعها. المعجم الشعري هو لغة القصيدة والجدول الذي يختار فيه الشاعر الكلمات التيتؤلف لغته الشعرية , وإن تمحور المعجم الشعري يخضع لحركة القراءة التييجريها القارئ في النص, يخضع المعجم الشعري لمبدأ الإفادة , بل ينبغي أن نستمع إلى إختيارالشاعر , وإلى الأقطاب الدلالية التي يستمدمنها معجمه وفي هذه القصيدة يستمد إيليا أبو ماضي لغته من أربعة معاجم وهي: والشهب, والنجوم . وأعتقد أن مراده من ذلك جعلالحزين فاقد السعادة , لأنفي ذلك تخفيفا للحزين وسعادة له , وتخسر, فذكر الحرب سمة من سمات الشعر العربي القديم , أما معجم السعادة فهو المعجم المرجعي في القصيدة , ومغنم , وتخسر . فهو يريد أنيبين للخاسر شيئا من التفاؤل الذي يعيد عليه شيئا من بسمة الحياة وجمالها, أ - الحوار: نجد القصيدة قد اتجهت في الخطاب الشعري نحو أسلوب قد يكون جديدا في الشعر العربي, فالشاعر قد جعل القصيدة مكونة بين اثنين متحاورين , عليه حدة الألم و الحزن فإن جل القصيدة مضت على هذا المنوال . إن أفضل طريقة لتوصيل فكرة ما في الخطاب العادي , هي طريقة الحوارالهادففهو يجعل المعارض يقتنع بشكل سريع بل بإقناع كبير , فكيف إذا كان هذاالحوار شعريا منسقا ومركبا تركيبا رائعا ، لاشك بأنه سيكون أبلغ وأنفع , وهذا ما وجدناه في هذه القصيدة إن ما يستوقف القارئ في هذه القصيدة قوة وروعة سبك هذا الحوار الشعريالجميل , فالشاعر قد جعل الطرف الآخر الذي يرد على من به حزن وألم يملكدررا من الحكمة ليحاور الآخر المعارض مثل قوله : قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !! إن أسلوب الحوار يجعل القصيدة أكثر ووضوحا وفهما , وأيضا أسرع في توصيلالمقصد من تلك القصيدة , وأيضا يختصر عليك مسافات لتحقيق الجمل والتراكيبمع بعضها , فهو كما يسمه البلاغيون المساواة , : أسلوب الخطاب والغيبة ب - وهذا من أبلغ وأجمل المعاني التيتحملها القصيدة . لئلا تفقد القصيدة نشاطها وحيويتها . وبيان ما فيها من معان أيضا نجد الشاعر استخدم أسلوب الاستفهام بشكل واضح وبين , والإجابة على أيشخص في , ويقتنع به , وهذا ما وجدناه في هذه القصيدة فالشاعر يجيب بأسلوب الاستفهام مع شيئا من الحكمة مثل قوله : أتُراك تغنم بالتبرم درهما فهو يريد أن يقول له لن تخسر بالبشاشة شيئا , ولن تغنم وتحصل على شيء جميل بالترنم , فهو قد جعل الاستفهام بصيغة الإجابة . _ ج - التكرار: إن التكرار في القصيدة جاء متوازنا ومحدودا فنحن لم نر إلابعض الكلمات التي تكررت دون الجمل, وهذا يدل على أن هناك مقصدا يريدهالشاعر فضلا عن براعته في نظم الشعر. فنجد مثلا كلمة (ابتسم ) قد تكررت كثيرا , وهذا دليل على أن الشاعر يبينمقصده من القصيدة , كما أيضا يريد أن يبعث للمتألم الحزين شيئا منالابتسامة التي قد يتقبلها عقله الباطن . كما نجد كلمة (السماء) قد تكررت, كثرة الصور البلاغية التيتعتبر سمة أسلوبة مميزة , مجرما _ مجرما , جرعتني_ جرعت , العلقما , العلقما , مرنما _ مرنما. ونجد الطباق في الكلمات التالية : دائها_ شفائها , الكآبة _ البشاشة , تغنم _ تخسر , يأتي_ يذهب , معدم _حيا ابتسم _لن تبتسما. كما نجد هنالك صورا تشبيهية رائعة فنجد في البيت الأول قوله : قال السماء كئيبة ! وتجهما فقد شبه تغير مناخ الجو بأن السماء تحمل الكآبة والحزن , أيضا نجد في قول الشاعر في البيت الثالث :