يتسم مجال البحث الجغرافي بالاتساع الكبير فهو يدرس سطح الأرض باعتباره ميدان الحياة البشرية وما عليه من ظاهرات طبيعية وبشرية، وقد أصبح للجغرافيا طبيعة مزدوجة Dualism فهي تنقسم إلى قسمين رئيسيين هما: الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية، وينقسم كلا منها إلى العديد من الفروع العلمية للجغرافيا يختص كل منها بدراسة الظاهرات المتصلة بمجاله في علاقتها بالإنسان أو بالبيئة كل حسب تخصصه. وتهتم الجغرافيا الطبيعية Physical Geography بدراسة البيئة الطبيعية بعناصر المختلفة وهي: الماء والهواء والصخور والتضاريس والمناخ والنبات التربة والحيوان، أما الجغرافيا البشرية Human Geography وهي مجال حديثنا فهي تتناول دراسة الإنسان من حيث سلالاته البشرية أو ما يعرف بالأجناس البشرية وأصل هذه السلالات وتطورها، كذلك يتعامل الإنسان مع بيئته في اختيار مواقع السكن الخاص به سواء في المدن أو القرى. وتعد الجغرافيا البشرية هي أهم أقسام الجغرافيا نظرا لأننا لو أخرجنا هذا الجزء من الجغرافيا لأنهار هذا العلم - لأن النواحي الطبيعية يمكن دراستها ضمن العلوم الطبيعية الآخر، ولكن الدراسة البشرية الجغرافية لا يمكن أن تعالج مستقلة عن البيئة الطبيعية - لأن ذلك يخرجها عن نطاق الجغرافيا - ويجعلها جزءا من العلوم الإنسانية الأخرى. والواقع أن الجغرافيا لا تعرف الانفصال بين النواحي الطبيعية والبشرية (1).