نظرًا للتطورات والتغيرات التي حدثت في المجتمعات المعاصرة والتي أثرت على كافة مجالات الحياة الإنسانية والناتجة عن الثورة التكنولوجية وما تبعها من ثورات معرفية، حيث أن المجتمع الحديث أصبح يعي أهمية العلم في عملية التطور والنمو، والواقع أن العلم بحد ذاته لا يثير مثل هذا الاهتمام البالغ بالقدر الذي تثيره إمكانيات تطبيق نتائجه في مجالات الإنتاج، وهذا التغير الناتج عن الثورة التكنولوجية مع ظهور التقنيات الرقمية التي أجبرت العالم على التعامل بها ومعها ولا تزال هذه التقنيات في تطور سريع يجب على العالم مسايرته، والذي نتج عنه ثورة معرفية، ومع اقتران العصر الرقمي بالعولمة، نجد تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يؤثر على كل شيء بل يغيره في كل مجال، أثرت التغيرات والتحولات السريعة في العالم على التعليم كهيكل وكبيئات تعليمية، حيث تغيرت مصادر المعرفة وبدأت أنشطة التعليم والتعلم في الابتعاد عن الطرق التقليدية( ). ومع الأزمات المتلاحقة وخاصة أزمة كورونا حيث تضرر 1. 6 مليار طالب من إغلاق إدارة المدارس، أدخلت البلدان في جميع أنحاء العالم نظام التعلُّم عن بعد لمواجهة تلك الأزمة. وقد أحدث ذلك الأمر تغييراً غير مسبوق في توفير خدمات التعليم. ووجدت معظم البلدان أنفسها تقوم بإعداد أنظمة التعلم عن بعد بسرعة فائقة، وغالباً للمرة الأولى على نطاق واسع، مما ساهم في ظهور اختلافات كبيرة في جودة برامج التعلم عن بعد وفعاليتها، وهذه التغيرات البيئية والتكنولوجية أدت إلى ظهور مصطلح التحول الرقمي الذي يرتبط ظهوره بالتسعينيات والتركيز على رقمنه العمليات، التي تزيد بواسطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة، وتطوير نماذج أعمال مستحدثة للمؤسسات لتظل قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية، لاسيما المؤسسات التعليمية ويختلف النضج الرقمي للمدراس من مكان إلى آخر، ومن مدرسة إلى أخرى ويمكن قياس مستواه بخمسة أبعاد: التخطيط والإدارة والقيادة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات( ). ومع تطور بيئات التعلم الرقمي أصبح واجبًا على المؤسسات الخدمية مواكبة هذا التطور، لتحسين جودة تقديم الخدمات وزيادة الكفاءة، لتلبية الاحتياجات المتغيرة للتدريب وسوق العمل في القرن الحادي والعشرين. لذلك تحاول النظم التدريبة تطبيق أحدث أنظمة التعليم واستخدام الأساليب الحديثة في عدة قطاعات، ومن أحدث الأنظمة التي أظهرت مساندة للعملية التعليمية الأنظمة التكنولوجية بمختلف مظاهرها وأنواعها واستخداماتها وتعدد تطبيقاتها من أجهزة حاسوبية ولوحية ومنصات تعليمية، في سعيها للاستفادة من المستحدثات التكنولوجية لتزيد من كفاءة العملية التعليمية، لتحسين جودة التعليم والتغلب على المشكلات التي تواجه التعليم( ). هذا ما دفعنا في هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على دور تطوير الإدارة الرقمية في مصر في ضوء متطلبات التحول الرقمي.