الوحدة الثانية: الخوارجالدبحث الأول: الدراد بالخوارج وأسماؤهم، وصفاتهم الواردة في السنة النبوية الدبحث الثاني: فرق الخوارج، وأماكن وجودها في العصر الحاضرالدبحث الثالث: الأصول العقدية العامة للخوارج والرد عليهمالدبحث الرابع: الحكم على الخوارج، وأبرز الدؤلفات عن الخوارجالدبحث الأول: الدراد بالخوارج وأسماؤهم، وصفاتهم الواردة في السنة النبويةالدطلب الأول: الدراد بالخوارج وأسماؤهم:الدسألة الأولى: تعريف الخوارج: الخوارج في اللغة: جمع خارجة، والتاء للتأنيث بدعتٌ طائفة أو فرقة خارجة. أما تعريف الخوارج اصطلاحا: فقد تنوعت عبارات العلماء في برقيق التعريف الجامع الدانع لذذه الطائفة، وىي مسطورة فيكتب الدصنفة في الفرؽ، إلا أف أقرب ىذه التعريفات ما قرره الإماـ ابن تيمية بقولو: "ولذم خاصتاف مشهورتاف فارقوا بها جماعة الدسلمتُ وأئمتهم: أحدهما: خروجهم عن السنة وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة، الثاني: أنهم يكفروف بالذنوب والسيئات ويتًتب على تكفتَىم بالذنوب استحلاؿ دماء الدسلمتُ وأموالذم،الإسلاـ دار حرب، ودارىم ىي دار الإيداف" .وسيأتي بإذف الله ذكر صفات الخوارج الواردة في السنة النبوية فمن برققت فيو تلك الصفات ص ّح إطلاؽ وصف الخروج عليو، ومن انطبقت عليو بعض الصفات فقد شابو الخوارج في تلك الصفات.الدسألة الثانية: أسماؤىم: للخوارج عدد من الأسماء والألقاب التي يعرفوف بها: ٔػ الخوارج: لخروجهم على عل ّي رضي الله عنه. ٕػ المح ّكمة: لإنكارىم حكم الحكمتُ في صّفتُ وقولذم: لا حكم إلا لله. ٖػ الحرورية: لنزولذم في أوؿ أمرىم بدوضع يس ّمى (حروراء). ٗػ الشراة: لقولذم: شرينا أنفسنا في طاعة الله، ٙػ الدارقة: لدروقهم من الدين، قاؿ الإماـ أبو الحسن الأشعري: "وىم يرضوف بهذه الألقاب كلها إلا بالدارقة؛ فإنهم ينكروف أف يكونوا مارقة من الدين كما يدرؽ السهم من الرميّة"ٕ1 مجموع الفتاوى: 11/ 22ـ 23. 2 مقالات الإسلاميين: ص (122).الدطلب الثاني: نشأة الخوارج:اختلف الدؤرخوف وعلماء الفرؽ في برديد بدء نشأتهم، وخلاصة ذلك ما يلي: ٔػ أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأف أوؿ الخوارج ىو ذو الخويصرة الذي اعتًض على النبي صلى الله عليه وسلم في القسمة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قاؿ ((بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذىيبة فقسمها بتُ الأربعة (أربعة) الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بتٍ نبهاف وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بتٍكلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أىل لصد ويدعنا قاؿ إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينتُ مشرؼ الوجنتتُ ناتئ الجبتُكث اللحية لزلوؽ فقاؿ اتق الله يا محمد فقاؿ من يطع (يطيع) الله إذا عصيت أيأمنتٍ الله على أىل الأرض فلا (ولا) تأمنوني فسألو رجل قتلو أحسبو خالد بن الوليد فمنعو فلما ولى قاؿ إف من ضئضئ (صئصئ) ىذا أو في عقب ىذا قوما يقرءوف القرآف لا يجاوز حناجرىم يدرقوف من الدين مروؽ السهم من الرمية يقتلوف أىل الإسلاـ ويدعوف أىل الأوثاف لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) متفق عليو. قاؿ ابن تيمية رحمو الله: "وىؤلاء الخوارج الحرورية ىم أوؿ من ابتدع في الدين وخرج عن السنة والجماعة، حتى إف أولذم خرج عن سنة رسوؿ الله صلى الله عليه وسلم في حياتو وأنكر على النبي صلى الله عليه وسلم قسمة الداؿ"ٖ ٕػ أنهم نشأوا في عهد عثماف رضي الله عنه: قاؿ عبدالرحمن بن مهدي: وكاف مالك يسمي الذين خرجوا على عثماف الخوارج. ٖػ أنهم نشأوا في عهد علي رضي الله عنه حتُ خرج الخوارج من المحكمة عن جيشو. قاؿ ابن تيمية رحمو الله: "وكاف شيطاف الخوارج مقموعا لدا كاف الدسلموف لرتمعتُ في عهد الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثماف فلما افتًقت الأمة في خلافة علي رضي الله عنه وجد شيطاف الخوارج موضع الخروج، فخرجوا وكّفروا عليا ومعاوية ومن والاهما فقاتلهم أولى الطائفتتُ بالحقالدطلب الثالث: كيف خرج الخوارج:بعد حادثة التحكيم الضازوا إلى حروراء وعينوا شبث بن ربعي أمتَا للقتاؿ، وعبدالله بن الكّواء اليشكري أمتَا للصلاة. لدا بعث علي أبا موسى الأشعري للتحكيم ضاؽ الخوارج بهذا وقرروا الانفصاؿ عنو، وتكوين أمارة مستقلة وتعيتُ أمتَ لذم، وعرضوا الأمر على بعض زعمائهم فرفضوا، وقبلها أختَا عبدالله بن وىب الراسبي، وبايعوه أمتَا لذم في العاشر من شهر شواؿ عاـ ٖٚ، ونزلوا النهرواف وكتبوا إلى أصحابهم أف يوافوىم بها ويتجمعوا ىناؾ. لداذا خرجوا؟ لثلاثة أسباب: ٔ/ قبوؿ علي رضي الله عنه التحكيم، فهو بذلك عندىم قد ح ّكم الرجاؿ في أمر الله، والله جل وعلا يقوؿ: {إف الحكم إلا لله} فأخطأ بهذا، وكاف ينبغي أف يستمر في القتاؿ حتى يظهر حكم الله. وقد أجابهم: بأف الله أوجب التحكيم في أمور أىوف من حقن دماء الدسلمتُ، كحالة الشقاؽ بتُ الزوجتُ،3 جامع المسائل: 5/ 215 . 4 مجموع الفتاوى: 11/ 91 . وفي نفس الوقت لم يسبهم ولم يأخذ غنائمهم فليس فيكتاب الله إلا مؤمن أوكافر، فإفكاف ىؤلاء مؤمنتُ لم يحل قتالذم، وإف كانوا كفارا أبيحت دماؤىم وأموالذم. وقد أجابهم: بأف ضمن الدقاتلتُ عائشة رضي الله عنها فإف قلتم بأنها ليست أمكمكفرتم، وإف قلتم بأنها أمكم فكيف تسبوف أمكم. ٖ/ لزا عن نفسو لقب أمتَ الدؤمنتُ في أثناء قبولو التحكيم، وفي رأيهم أنو إذا لم يكن أمتَا للمؤمنتُ فهو أمتَ للكافرين. وقد أجابهم: بأف رسوؿ الله صلى الله عليه وسلم لزا عن نفسو صفة الرسالة في صلح الحديبية.الدطلب الرابع: صفات الخوارج الواردة في السنة النبوية:ٔ- صغار السن: فهم في غالبهم شباب صغار، يقل بينهم وجود الشيوخ والكبار من ذوي الخبرة والتجارب،ِِِالنبي صلى الله عليه وسلم: (حدثاء اْلأَسناف)،ََُُ َْ َ ََ ُ َُ َّ ُ ّّوقصر النظر والإدراؾ، مع ضيق الأفق وعدـ البصتَة،ِِ والأحلاـ: الألباب والعقوؿ، وال َّسفو: الخفة والطيش. والإعجاب بأنفسهم وأعمالذم،َ ٌَِِِِِِِِْقاؿ صلَّى الله عليو وسلَّم: (إ َّف في ُكم قػوما يػعبدوف ويدأَبوف، يدرقوف منويدفعهم غرورىم لادعاء العلم، والتطاوؿ على العلماء، ومواجهة الأحداث الجساـ،ٗ- الاجتهاد في العبادة: فهم أىل عبادة من صلاة وصياـ وقراءة وذكر وبذٍؿ وتضحيٍة، وىذا لشا يدعو للاغتًار بهم، ولا صلات ُكم إلى ً ََََََََََََُُِْْْْْ ِِِ ٍ ِِِ ولا صيام ُكم إلى صيامهم بشيء) رواه مسلم. َََا ل ّد ي ن ُم ُرو َؽ ا ل َّس ْه م م َن ا ل َّرم يَّ ة ) روا ه أ حم د ب س ن د ص ح ي ح .ِِِِ ِِِ ِِِِِوقاؿ: (َيحقر أَحُدُكم صَلاتَو مع صَلاتهم، وصيامو مع صيامهم) متفق عليو.وإذا كاف الصحابة رضي الله عنهم يحتقروف صلاتهم مع صلاتهم، فكيف بغتَ الصحابة؟!ٍ ِِِِِِِِِووجوىهم معلَّمةٌ من آَثاِر ال ُّسجود" رواه عبد الرزاؽ في الدصنف.جماعة وسل سيفو، واستحل قتاؿ الدسلمتُ، ولا بدواـ صيامو، لكن دوف فقو وعلم، بل يضعوف آياتو في غتَ لا َََََُْ َ َُْ َ فلا يجاِوز تػراقيهم ليصل َُّ َََََََُُُّْْْْ َََْ َ َُُ ََََُُُِِْ ِِقػلوبهم، وليس ذلك ىو الْمطْلوب، وتدبره بِوقوعو ِفي الْقْلب". َََُُُ ََََََُُُّْْ ََُ ََْ َ َ ُ َلم يػقصدوا معارضتو،ِِ ِِِِِِِ َََُِِّالبخاري تعليقاً.َََََُّ َِ َِّ ََََََُُُِّ ُ ُُ ُ َْ ْ ََََّ ُْ ََ ْ َ ْ َُِِِ لَكن فَِهموا مْنو ما َلم يدَّؿ علَيو " لرموع الفتاوى.ِِِ منو، ويستب ُّدوف برأْيهم، ويػتػنطعوف في الزىد وا ْلخشوِع وغتَ ذلك" فتح الباري لابن حجر.ْ ََِِِِ ََََُِّّْ ُُ َََِْ َََََُُْْ ََٙ- التَّكفتَ واستباحة الدماء: وىذه ىي الصفة الفارقة لذم عن غتَىم؛ التكفتَ بغتَ حق واستباحة دماء الدخالفتُ لذم،َُِِ َْ ْ ََُ َْ ْوىذا "من أَعظم ما ذـ بو النَِّبي صلى الَّ عليو وسلم ا ْلخواِرج" لرموع الفتاوى.وسبب قتلهم لأىل الإسلاـ: تكفتَىم لذم، قاؿ القرطبي في الدفهم: "وذلك أنهم لدا حكموا بكفر َمن خرجوا عليو من استباحوا دماءىم".َِّ ُّ ِ َّ َّ ُِِّ ِِِِِِ ِِِِِِ ِ ِ ِِ ِ ِوقاؿ: "وي َكّفروَف من خالََفهم ِفي بِْدعتِهم، وىذه حاُؿ أَىِل الْبَِدِع يػبػتَدعوَف بِْدعةً وي َكّفروَف منوالتكفتَ عند الخوارج لو صور كثتَة : كتكفتَ مرتكب الكبتَة ، أو التكفتَ بدا ليس بذنب أصلاً، ويكفروف بلازـ الأقواؿ ومآلاتها، ويستحلوف دماء من يكفرونهم دوف قضاء ولاِِِِِ َلا يعلق من جسد ال َّصْيد ب َشيء".ِِِوفي صحيح مسلم: (ىم شر ا ْلخْلق وا ْلخليقة) ، قاؿ ابن حجر : "ََََُُُّ ََََُْ َََََُُِِْْ ِِِِِِِِ وفيو أََّف ا ْلخواِرج شُّر الْفرؽ الْمبػتدعة من اْلأَُّمة الْمحَّمديَّة " فتح الباري. َ ََََََََُْ َُٚ- ابزاذىم شعاًرا يتميزوف بو عن سائر الناس: ولذم فيكل عصر وزماف شعار يتميزوف بو ، وقد يكوف ىذا الشعار في أو لوف اللباس ، أو ىيئتو ،وقدكاف شعارىم في زمن علي بن أبي طالب حلق شعر رؤوسهم ،كما أخبر عنهم النبي صلَّى الله علَيو وسلَّم بقولو:َ َ ََََُْْ ُ َُ َُْ َِِِِِْالْ ُكَّفاِر الَّذين لَيسوا مرتَّدين " لرموع الفتاوى.َُْ ُْ َِِسي َما ُى ْم التَّ ْحلي ُق). رواه البخاري .قاؿ شيخ الإسلاـ في لرموع الفتاوى (ٕٛ/ ٜٚٗ): " وىذه السيما سيما أَولذم كما كاف ذو الثدية ؛ لا أَ َّف ىذا وصفَََََّْ ُ ٌٌََْ ُْ وقاؿ القرطبي : "(سيماىم التحليق) أي: جعلوا ذلك علامةً لذم على رفضهم زينة الّدنيا ، وشعاًرا ليُعرفوا بو " الدفهمِٙ َلازـ َلذم".6 ينظر: صفات الخوارج الواردة في السنة لعمار الصياصنة موقع صيد الفوائد.الدبحث الثاني: فرق الخوارج، وأماكن وجودها في العصر الحاضر الضازوا إلى حروراء بعد أف انفصلوا عن جيش علي ورفعوا شعار لا حكم إلا لله، وىم: يكفروف عليا رضي الله عنه، والدخالف مشرؾ ىو وأطفالو، ودارىم دار حرب، ويكفروف القعدة لشنكاف على رأيهم ولم يلحق بعسكرىم. ثالثا: النجدات: وتنسب إلى لصدة بن عامر، وينكروف استباحة قتل الأطفاؿ. رابعا: الصفرية: واختلف في سبب التسمية فقيل إلى زياد بن الأصفر وقيل إلى عبدالله بن صفار وقيل غتَ ذلك، فلا يتجاوز ما سماه الله بو من أنو زاني، وتدعي ىذه الفرقة ارتباطها بجابر بن زيد، ػ من علمائهم الدعاصرين: ٔ/ مفتي عماف: أحمد الخليلي. ٕ/ سالم بن حمود السمائلي.مصادرىم: ػ مسند الربيع بن حبيب وىو أصحكتاب عندىم بعدكتاب الله عز وجل وىذا الدسند مليء بالأخبار الدنقطعة والدوضوعة والدخالفات العقدية،ػ بداية الإمداد على غاية الدراد لسليماف الكندي وفيو تأويل الديزاف والصراط بالعدؿ.ىم معتزلة في ىذا الباب فهم معطلة للصفات، ومن أقوالذم ومعتقداتهم:ٔػ الله فيكل مكاف. ٕػ نفي الاستواء ػ أباضية الدغرب يقولوف بخلق القرآفالدبحث الأسماءوالصفات القرآف2 ينظر الطبقات الكبرى: 2/ 192 . 9 سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 6/ 304 .أباضية عماف يقولوف القرآف غتَ لسلوؽ لكن على رأي الأشاعرة أنو كلاـ نفسي، إلا أف الدفتي الحالي الخليلي نصر القوؿ بخلق القرآف. ومنهم الواقفة. ينكروف رؤية الله تعالى في الآخرة قوؿ وعمل وركن لا يزيد ولا ينقص ػ في الدنياكافركفر نعمة. ػ في الآخرة خالد لسلد في النار. لا تناؿ أصحاب الكبائر. الطعن في عثماف وعلي وعمرو ومعاوية وطلحة والزبتَ وأصحاب الجمل رضي الله عنهم يروف أف الإماـ إذا ارتكب كبتَة حل دمو وجاز الخروج عليوالرؤية الإيداف مرتكب الكبتَةالشفاعة الصحابة الأئمة والخروجالديزاف والصراطيعطلوف أغلب سنة النبي صلى الله عليه وسلم احتجاجا بحديث جاء في مسند الربيع بن حبيب: (إنكم ستختلفوف من بعدي فما جاءكم عتٍ فاعرضوه على كتاب الله فما وافقو فعتٍ وما خالفو فليس عتٍ) ولا يحتجوف بخبر الآحادالسنة النبويةٜػ أماكن وجودىم: ػ في عماف ويعتبر الدذىب الرسمي للدولة. ػ لذم وجود في جزيرة جربو بتونس، وفي وادي ميزاب بالصحراء الغربية في الجزائر غرب العاصمة، ولذم وجود في ليبيا.يأولونهما بالعدؿََُْ ََُّ ََُُ منها قولو تعالى: {إَّنما الْمؤمنوف الَّذين إِذا ذكر الَّ ومن أدلة زيادتو ونقصو أف الله قسم الدؤمنتُ َ ُُ َ ُ َ ُ َ ْ َ ً َ ّ َ ُ َكما أف لرمل قوؿ أىل السنة والجماعة أف الاستثناء في الإيداف جائز مشروع؛ وىذا ليس شكا في أصل الإيداف حاشا وكلا، وإنما ىو ترؾ لتزكية النفس والشهادة لذا بتكميل الأعماؿ، والإباضية ذىبوا إلى أنهمكفاركفر نعمة، ومع ىذا يحكموف على صاحب الدعصية بالنار إذا مات عليو، ويستدلوف بنصوص الوعيد وأف الآيات لم تفرؽ بتُ الدشرؾ وغتَه. ويرد عليهم: بأف الله جل وعلا أثبت الأخوة الدينية لأىل الكبائر، قاؿ الله تعالى: {فمن عفي لو من أخيو شيء فاتباع بالدعروؼ}. وقاؿ الله تعالى: {إف الله لا يغفر أف يشرؾ بو ويغفر ما دوف ذلك لدن يشاء} فأدخل في الدشيئة كل ذنب عدا الشرؾ وىذا في حق غتَ التائبتُ، وأما مع التوبة فلا فرؽ بتُ الشرؾ وغتَه، كما يرد عليهم بنصوص الوعد، ٖػ إنكار الشفاعة لأىل الكبائر: ويستدلوف بقوؿ الله تعالى: {ما للظالدتُ من حميم ولا شفيع يطاع} قالوا وأصحاب الكبائر ظالدوف. ويُرّد عليهم: بأف الظالدوف في الآية ىم الدشركوف كما قاؿ تعالى: {إف الشرؾ لظلم عظيم} وقد وردت نصوص كثتَة تدؿ على إثبات الشفاعة. إلا أف الإباضية صار قولذم في التوحيد والصفات ىو عتُ مذىب الدعتزلة. ص 45 .َ ْ َُُْ ََََُُْْْْ ََ َََْ إلى ثلاث طبقات: سابقوف بالختَات، ومقتصدوف، وظالدوف لأنفسهم.ِ ِ ِِ ِِِٔػ قولذم في الإيداف:الدبحث الرابع: الحكم على الخوارج، وموقفهم من الدخالف، وأبرز الدؤلفات عن الخوارج:الدسألة الأولى: الحكم على الخوارج:ٔٔمشهورين" .القوؿ الأوؿ: أنهم كفار: واستدلوا بأدلة منها:ػ قولو صلى الله عليه وسلم: ((يدرقوف من الدين كما يدرؽ السهم من الرمية))ػ وقولو صلى الله عليه وسلم: ((لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) وفي رواية: ((ثمود)).ػ وقولو صلى الله عليه وسلم: ((ىم شر الخلق والخليقة)).ػ وقولو صلى الله عليه وسلم: ((أينما لقيتموىم فاقتلوىم فإف في قتلهم أجرا عند الله)). وىذا يعتٍ تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة لذم بالجنة.القوؿ الثاني: عدـ تكفتَىم:استنادا لعمل الصحابة رضي الله عنهم فقد جاء عن طارؽ بن شهاب: (كنت عند علي رضي الله عنه فسئل عن أىل النهر أمشركوف ىم؟قاؿ من الشرؾ فروا، قيل: فمنافقوف ىم؟ قاؿ إف الدنافقتُ لا يذكروف الله إلا قليلا،علينا) .قاؿ الإماـ ابن تيمية رحمو الله: " ولشا يدؿ على أف الصحابة لم يكفروا الخوارج أنهم كانوا يصلوف خلفهم وكاف عبد الله بن عمر رضي الله عنه وغتَه من الصحابة يصلوف خلف لصدة الحروري وكانوا أيضا يحدثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم كما يخاطب الدسلم الدسلم كما كاف عبد الله بن عباس يجيب لصدة الحروري لدا أرسل إليو يسألو عن مسائل وحديثو في البخاري وكما أجاب نافع بن الأزرؽ عن مسائل مشهورة وكاف نافع يناظره في أشياء بالقرآف كما يتناظر الدسلماف وما زالت ستَةٖٔالدسلمتُعلىىذاماجعلوىممرتدين" .11 مجموع الفتاوى: 29/ 519 . 12 مصنف ابن أبي شيبة 15/ 331 .13 منهاج السنة النبوية (٘/ ٕٚٗ)الدسألة الثانية: موقفهم من الدخالف:يدكن تلخيص أبرز أصناؼ الدخالفتُ وكيفية تعامل الخوارج معهم في العناصر الآتية: ٔػ موقف الخوارج من الصحابة رضي الله عنهم: وموقفهم من الصحابة يكاد يكوف لزل اتفاؽ بينهم إذا ما استثنينا الإباضية الذين اختلفت آراؤىم في الدوقف من الصحابة حيث وجد لديهم ابذاه مغاؿ يتفق مع بقية الخوارج،