وتوضيح اللفظ يتأتى بدراسة الحروف الأبجدية في مخارجها وصفاتها وكل ما يتعلق بها لتخرج من الفم سليمة كاملة لا يلتبس منها حرف بحرف وبذلك لا تلتبس الكلمات و لا وتوضيح المعنى يتأتى بدراسة (الصوت الإنساني في معادنه وطبقاته دراسة (موسيقية) تتيح للدارس أن ينغمه بما يناسب المعاني فتبدو واضحة مبينة جميلة الوقع على آذان والإلقاء غير الخطابة إن التبس المفهوم في بداية الأمر فالخطابة هي فن مشافهة وذلك بأن يوضح الخطيب رأيه للسامعين داعيا إلى الثورة أو إلى السكينة. يشترط الجمهور والإقناع والاستمالة، وهذا يعني بأن الملقي من الممكن أن لا يواجه المتلقي سواء اقتنع به أولا ولا يشترط في مادة الإلقاء أن تكون من القضايا التي تحتاج فالإلقاء بهذا المعنى مهارة لابد من التمكن منها لخريج قسم اللغة العربية في كلية التربية إذ إن مدرس اللغة العربية يطلب منه قراءة الخطب في الاحتفالات وإعلان التبليغات الرسمية وتقديم العرافة فضلا عن ضرورة إتقانه القراءة السليمة للمنهج الدراسي. إن التذوق الفني عند العرب كان معنيا بإلقاء الكلام ، وما ذاك إلا لان الكلام عندهم كان مسموعا أكثر منه مقروءا وتحدثنا السيرة النبوية أن الرسول (ص) حين كان لا يزال بمكة دخل المسجد الحرام حتى انتهى في السورة إلى السجدة التي في ولم يتمالك كثير من الكافرين أنفسهم فتراجعوا انه سحر بلاغة الكلمة وبلاغة إلقاء الكلمة وانه كان يعلم ويوضح ويساعد المعنى والإلقاء ببعض الإشارات التي تزيده بيانا أي متمهلا - إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ" ومعنى هذا انه يبرز معنى التسبيح بالصوت وكذلك معنى السؤال ومعنى التعوذ فلكل حالة من فكم من كلمة بليغة ضاع كثيرا من أصحاب البيان كانوا يحرصون على تجويد قدراتهم ومهاراتهم الإلقائية،