يرىُ جاك إلول البروباغندا انها ظاهرة اجتماعية وليست ابتداعَ فئات مُعينة نحو أهدافٍ مقصودة. كأنها التوأم المتمدد لمجتمعنا التكنولوجي. يبدو أن المجتمع التكنولوجي يكوّنُ ترتيبات لحجم البروباغندات الحديثة، من خلال التأثيرات الشاملة التي تطرأ منها البروباغندا، فبإمكان المجتمع التكنولوجي أن يتماسك ويتوسع. يقول جاك أن معظم الناس فريسة سهلة للبروباغندا، وأثناء النظر إلى عكس ذلك فإن ما يكون حقيقيا لا يمكن أن يكون بروباغندا مُطلقا. لكن البروباغندا الحديثة احتقرت الألاعيب السخيفة لأشكال البروباغندات القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب. إنها تستمد أنواعا مختلفة من الحقيقة - نصف حقيقة أو حقيقة محدودة أو حقيقة خارج السياق - حتى أن جوبلز أصر أن تكون بيانات ويرماخت دقيقة جدا. والأهم من ذلك بكثير أنها تهدف إلى تكثيف الاتجاهات الحالية، لكن الأهم من ذلك كله: قيادة الرجال نحو العمل (أو عندما يتم توجيهها للمعارضين الراسخين كي لا يتحركوا للترهيب والقنوط، لذلك يميل إلول إلى أشكال البروباغندا المختلفة ويطلق على كتابه: البروباغندات - لأن الجمع هو أحد مفاتيح مفهومها. التمييز الذي قدمه إلول يتأرجح بين بروباغندا التحريض وبروباغندا التكامل. كلاهما موجود في جميع أنحاء العالم. هناك حاجة إلى البروباغندا التكاملية من أجل ازدهار المجتمع التكنولوجي ووسائله التكنولوجية - وسائل الإعلام فيما بينها - وهي ما يجعل هذه الدعاية التكاملية ممكنة. يميل إلى أن التعليم أو ما يُرادُ فهمه من هذه الكلمة في العالم الحديث أنه الشرط الأساسي المطلق للبروباغندا. يُصَنِّفُ إلُول المثقفين فئة مُستَهدفَةً تتعرض باستمرار للبروباغندا الحديثة، ثانيا: تجتاحهم الحاجة الملحة لإظهار رأيهم في كل مسألة مهمة في عصرنا، ويستسلمون بسهولة للآراء التي تقدمها لهم البروباغندا حول هذا الكم المَهُول من المعلومات التي تُطْوَى ولاَ تُروى. ثالثا: يعتبرون أنفسهم ذوُو قُدرةٍ على "الحكم بأنفسهم"، فهم يحتاجون حرفيا إلى البروباغندا. إذْ ينغمس الفرد في المجتمع الجماهيري ويُلْقَى به مرة أخرى في موارده ومصادره الناقصة، سوف يكون الداعي عاجزا عن فهم هالة البروباغندا. هل يمكن عمل دعاية مفيدة لسبب نافع؟ وإذْ نُسامرُ في ذلك نسأل: هل يمكن نشر الديمقراطية والمسيحية والإنسانية بتقنيات البروباغندا الحديثة؟ يُوَجِّهُ إلُول أوجه التشابه بين جميع جهود البروباغندا - الشيوعية والنازية والديمقراطية وهو يعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يستخدم هذا السلاح غير الديمقراطي في جوهره - أو بالأحرى أن يتخلى عنه - أو دون أن يمر بتحولات عميقة في هذه العملية. إنه يُظهر التأثيرات البرُوباغندِيَّة الحتمية غير المقصودة التي لا يدركها الداعي المتمرس، و تداعيات أي نشاط بروباغندي رئيسي وكل عواقبه الشاقة. يراجع إلول بشكل نقدي ما كتبه معظم المؤلفين الأمريكيين حول موضوع البروباغندا ووسائل الإعلام، لا سيما الجهود المبذولة لقياس آثار البروباغندا.