01:07) وراكع وساجد ومعتمر وحاج وذاكر لله تعالى وقارئ للقران فليس كل اولئك باوفر حظا منا معشر طلبه العلم يا من انثنت ركبهم في حلق العلم يتدارسون كتاب الله ويتلون ويتعلمون احكامه وهم بين ذاك وذاك يتقلبون بين انين الشريعه وعلومها يتدارسون المسائل ويتعلمون الاحكام ويتفقون في دين الله فطلب العلم ليس مجرد عمل شريف عظيم يؤجر عليه صاحبه ولا هو فقط بالمرتبه العظيمه التي اعلى الله عز وجل مكانه اهلها بين العباد وخصهم بشرف عظيم يوم التناد لكنه فوق ذلك كله عباده طلب العلم في ذاته عباده يؤجر بها صاحبها ولذلك قلت ان الطائفين والقائمين والركع السجود 02:04) القاصدين بيت الله الحرام ليسوا باوفر حظ منا باجل التعبد لله فاذا كان احدنا ها هنا حول ساريه يتحلق قد ثنا ركبته واخرج قلمه وورقته وجلس يحفظ من المسائل ويسطر من الفوائد ويقرا من المتون وكتب العلم ما كتب الله له ليس بالخاسر اجرا وصاحبه حول كعبه يطو في المطاف والاخر يسعى بين الصفا والمروى لان كل اولئك متعبد لله وطالب العلم واحد من اولاء وعندما نذكر بهذا فانه يحسن بها ان نتذكر وان نذكر بان هذه نعمه ان سترى الله عز وجل لنا اسبابها وفتح لنا ابوابها فما كل من جلس ها هنا ابتغى اجرا حصله ولا من قصد امرا عظيما بكل سهوله ناله ايضا وتيسرت له اسبابه 02:59) لكنه محض فضل وتوفيق من الله عز وجل فحري بنا ان نستشعر مثل هذا المعنى وان نتلم حه وان احدنا اذ جلس في مثل هذه المجالس وغيرها يبتغي علما ويطلب منزله رفيعه في منازل العلم فانه عابد لله ولذلك صح عن الامام الزهري محمد بن شهاب رحمه الله صح عنه قوله ما عبد الله بمثل الفقه في الدين يقصد ان التفقه في الدين في ذاته عباده بل بالغ رحمه الله حتى قال ما عبد الله بمثل الفقه في الدين يقصد رحمه الله انه لن يطلب عبد عباده ارفع درجه ولا اسمى مكانه من التفقه في دين الله ليس يقصد ان التفقه في دين الله اسمى مرتبه من الصلاه والصيام 04:35) هدى ولا سبيل علم ولا درايه ولا قربه من الله عز وجل استشعروا رعاكم الله ان احدكم اذ جلس هاهنا مثل هذا المجلس ان اناسا كثيرين فرموا مثل هذه الخيرات والبركات قصدا او بغير قصد لكن تذكر هذه اللحظه التي تجلس فيها في رحاب بيت الله وفي اروقه المسجد الحرام تطلب علما وتتعلم مساله وتتفق حكما من اح احام الشريعه تذكر في الوقت ذاته ان عددا كبيرا من الخليقه لازال تاعها اما مضيع حظ نفسه بفوات واجب او بمواقعه معصيه او بانغ ماس في محرم فمن الذي عصمك وتركهم ومن الذي سلك بك هذا السبيل وحرمهم فهو فضل الهي وتوفيق رباني يستدعي منا استشعارا وحمدا وثناء متتابعه 07:04) صدورنا من مقاصد وان نصص حبه من نوايا فان هذا مطلب عظيم يجب التاكيد عليه والتواصي به فلان كان احدنا ابتغى علما وطلب مساله وحصل شيئا كثيرا افاض الله به عليه فانه قبل ذلك كله يجدر به ان يتفقد نيته التي بعثته على المجيء وقصده الذي اخرجه من بيته حتى جاء فجلس ونيه التي احتوشته حتى رضي ان يقعد هذا المقعد ويفرغ نفسه من الشواغل هذا مطلب تفقد النوايا والبحث عما في القلود من المقاصد والامور التي جعلت احدنا ياتي الليله هذا المكان ويجلس هذا المجلس وقد عزم ان يستمر او يتتابع فيجب تفقد هذا والعنايه به ورحم الله البخاري حين استفتح صحيحه بالحديث العظيم 07:52) انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فكانت سنه سلفيه ماضيه في الت بهذا القصد العظيم وان يبحث احدنا فيما احتواه داخل اضلاع صدره من قصد لكل عمل يتوجه اليه فكلما عظم العمل وارتفعت مكانته وعظم قدره وجب ان يحصل صاحبها من صفاء النيه وخلوص المقصد بقدر ذلك العمل عظمه وجلاله ومكانه دل على حذارك حديث الامام مسلم في صحيحه رحمه الله لما ذكر عليه الصلاه والسلام اول من تسع بهم النار فذكر انهم ثلاثه اصناف اجارنا الله واياكم فذكر منهم القارئ للقران والمجاهد والمتصدق بماله فلما يؤتى بصاحب القران ويؤمر بحسابه وعقابه فيقول يا رب قرات فيك القران فيقال 09:37) ينغمس فيها اربابها اين اهل الزنا واين اهل الكبائر اين ارباب الربا واين اصحاب العقوق واين اكلت الحرام واين الظلمه هؤلاء ذكر لهم من عظيم العذاب واليم العقاب ما كثر في النصوص الشرعيه لكن الذي يستوقفك حقيقه ان يكون هؤلاء الذين وقفوا على ثلاثه من ابواب الير والعباده والاجر لكن المقاصد لما خالفت عظيم العمل ولم يحضى صاحبها بصفاء النيه والاخلاص لله لم يكن جزاؤه خساره الثواب فقط ولم يكن عقابه الحرمان من الاجر الذي يترتب على ذلك العمل فقط ولم يكن عقابه ايضا العذاب الذي يعاقب به كل من عصى الله واتى بابا واتى مساله من غير بابها فقط لكنه ارتقى درجات 11:16) فطلب العلم ليرتفع على الناس وقرا القران ليفخر به بين الناس وتصدق لينال ثناء الناس وجاهد لينال محمده بين الناس كل اولئك خسروا اعمالهم فانقلبت سوءا شاهدنا من هذا كله ان العمل العظيم كلما ارتفعت مكانته وان العباده كلما ارتقت درجتها في اعمال الاسلام مرتبه عظيمه كان خطر فقدان الاخلاص فيها اعظم كلما كانت العباده اعظم مكانه واشرف منزله كان ثواب كان عقاب فقدان الاخلاص فيه اعظم من غيره لان العمل كلما عظمت مكانته عظم ثوابه و وعظم جزاؤه وتضاعف صاح حبه في الاجر والمثوبه عند الله فاذا ابتغاه من غير طريقه كان كالمستخدم تساهل بشعائر الله الذي لا يلقي لها بالا 12:10) فياتي بابا عظيما في قراءه القران فيجعله لغير الله وياتي بابا عظيما كصدقه فيجعلها لغير الله وياتي بابا عظيما كالجهاد فيجعله لغير الله فكان عقابهم ما مر ذكره في الحديث وهذا يؤكد علينا ان طلب العلم الذي تظافرت الادله على شرفه وماك ته ومنزلته وما اعد الله لاهله انه يتعين حقيقه على اهله ان يكون اعظم الناس تفقدا لنوايا واحظى الناس بتحقيق الاخلاص لله في العمل الذي هم بصدد تحصيله طلب العلم اذ نتحدث عنه جمله ونحن نتحدث عن مجلسنا هذا الذي اكرمنا الله بالاجتماع في رحاب بيته الحرام احدنا اذ قصد هذا المجلس واتاه وفرغ نفسه وتهيا له وعزم على ان يستفيد في 12:58) كل مجلس يحضر فيه ويحصل فيه فائده ومساله معنى معنى تفقد النوايا وتحصيل الاخلاص امران اثنان في الجمله اولهما ان يحضى بتصفيه قصده من كل امر لا يراد به وجه الله فلا يريد بذلك محمده ولا ثناء ولا سمعه ولا ليقال عنه طالب علم ولا ليلتقي برفقته فيجلسون هذا المجلس فينظر بعضهم الى بعض ويحسب في انظارهم طالب علم يتاب كتابه ويحضر ويمسك بقلمه لا يزال حريصا يسال ويجيب كل هذا من سمات طلبه العلم لكن ان يتحول ذلك الى قصد يجعل صاحبه يحرص على الطلب والاتيان والمجيء والسؤال والجواب من اجل البروز والظهور وذكر ذلك بين الاقران وان يحمده الناس على 13:46) ذلك هذا شيء من فقدان الاخلاص فاول معنيي تحصيل الاخلاص وتفقد النوايا هو تصفيتها وهو تنقيتها من الشوائب وعدم دخول شيء من الحظوظ الدنيويه لا رياء ولا سمعا ولا طلب محمده ولا شهاده ولا شيء من الحظوظ الزائله التي اهنها اصحابها لما اهانوا العلم فلم يقصدوه من بابه العظيم طلب العلم كان ولا يزال شرفا وتاجا على رؤوس اصحابه يقصدونه لارتفاع المكانه والدرجه وما اعد الله لاهله اطلب العلم خالصا لوجه الله تنل ما رتب الله من الاجر والثواب لاهل العلم ومما رتبه الله لاهل العلم علو المكانه وشرف الدرجه ورفعه منزله في الدنيا قبل الاخره اخلص نيتك لله في طلبك 14:34) العلم و تحصيلك اياه يرفعك الله نجما في سماء العالمين بين الناس غير ما يكون لك في الدار الاخره من الرفعه والدرجه والمكانه العاليه ومهما ابتغيت رفعه بطريق انت تقصده بقدميك تطلب العلم وتحصل الشهادات وتحفظ المتون ليقال عنك في مجالس طلبه العلم فلان كذا وفلان كذا ويذكرك الناس وتكون معلوما مشهورا بين طلبه العلم في اوساطي تحرص على ابراز ذاتك واظهار اسمك في كل محفل ومجلس ومقعد علم لتذكر بين الناس جرب ما قدر الله لك ذلك ستكون اخسر الناس بما قصدته من العلو والرفعه والدرجه فتكون خاسرا منطفئا مخبوءا لا يدري عنك احد فالمقصود ان الرفعه التي 15:21) يطربها اهل العلم انما يحصلونها بما يكتبه الله لهم من علو ومكانه ورفعه قدر لكن يقصد صاحب العلم بعلمه رفعه القدر فهذا لم يعد طلب العلم عنده في حق لم يعد تاجا يلبسه فوق راسه بل غدا نعال ينتعله في رجليه اكرمكم الله ليحقق به م اربه ويصل به الى الدنيء من المطالب والمراتب التي يربا اهل العلم عن الوقوع في مثلها اما الامر الاخر العظيم من الذي نقصده بالاخلاص وتصحيح النوايا وتصفيه المقاصد واستحضار هذا المعنى الكبير فهو ان يستحضر احدنا في هذا السبيل وهو طلب العلم الفضائل والاجور وما رتب الشرع على مثل هذا العمل من الاجر والثواب والجزاء فهذا 16:12) جزء مما يقوي المقاصد ويصحح الاخلاص ويحققه في قلوب اصحاح وهذا يقال في كل عباده في الصلاه والصيام وقراءه القران والذكر والصدقه وطلب العلم واحد من هذه الابواب مما يفقده كثير من ارباب العمل الصالح مع اخلاص وعدم دخول الرياء في اعمالهم مما يفقدونه انهم لا يستحضرون كثيرا من ماخذ الثواب والترغيب والجزاء وما ذكر في فضائل العمل الذي هم بصدده فترى صاحب القران مثلا يحفظ القران ويحضر الحلقات ويغشى المجالس وياتي المساجد ويثني ركبتيه ويكتب في ارباب القاصدين للمساجد والمرابطين في الحلقات ومن شهد المجالس لكنه مع استمراء من العمل وادمانه 17:40) الدرجه والمكانه العاليه الرفيعه هذا جزء يحتاج طلبه العلم الى استحضاره ولربما ارتقى بعضنا في طلب العلم فتجاوز مساله ذكرى فضائل طلب العلم وتحصيله وما اعد جاءت النصوص الشرعيه بفضله ومكانته لكنه يحتاج دوما الى التذكير والتذاكر وان يتذكر شرف العلم وفضله ومكانته لان ذلك مما يكمل له نيته ويحصل به تمام مقصده فهو يطرد عنه الملل ويبعد عنه الشيطان ويجدد له النشاط ويبعث عنده تجديد الاخلاص لتحصيل كل فضل من الفضائل جرب ان تخرج من دارك او تتجه من مكانك الى حلقه من حلق العين ويقودك ملء شعورك بانك تشهد مجلسا يرفعك الله به منزله وانك تحضر عملا وتؤدي 18:28) عباده هي من رف العبادات احبها الى الله وانك تغدو في سبيل الله حتى ترجع من طلك للعلم وانك بذلك تنال اجر المجاهدين في سبيل الله بطلبك للعلم وتحصيله وانك بذلك ايضا يبلغ الله بك مرتبه عاليه ويرتقي بك الى من ارفع الله درجتهم واعلى مكانتهم يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وتدخل في عداد من فاخر الله بهم في كتابه واعلى درجتهم واعلى منزلتهم هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ماذا استحضر طالب العلم في كل مره يتوجه فيها الى مجلس علم او يفتح كتابا يقراه او يذاكر مساله حصلها او يحفظ متنا يدرسه كلما استحضر في كل مجلس في كل يوم في كل 20:05) الله تاجرا كنت او طبيبا او فلاحا او مزارعا او رب اسره عالما او جاهلا اميا او مثقفا ايا كنت في الحياه عبد الله خلقك الله لعبادته هذه وظيفتك الاساس يبقى ان تمارس مهنه ما في الحياه ترتزق بها وتكتسب حلالا وتتاكل منها انت واولادك هذه مساله اخرى تعيش حياتك على اي نحو تراه ملائما لك واوفق بظروفك هذه مساله ثانويه لكن الا نغفل عن القصد الكبير وهو انه خلقنا الله لعبادته فاذا ادى العبد حق العباده الواجبه عليه لله سبحانه وتعالى فليعش حياته بعد كما يشاء لكن العباده وهي المقصود الاعظم من ايجادنا معشر العباد ومن خلقنا في هذه الحياه انما يصل اليها 20:51) العباد عن طريق العلم فلن يعبد الله الا بما شرع ولا يوصل الى مرضاه الله الا بالطريق الذي سلك لنا سبيله ولن تفتح جنه ابوابها الا بالطريق الموصل اليها فال العباده صلاه كانت او صياما او معامله وحياتنا كلها وهي عباده لا تؤدى الا على طريق بينه ولا يؤدى مفهوم العباده فيها الصحيح الا عن علم وبصيره هذا يؤكد لك شرف العلم الذي نحتاجه فابلى درجات العلم في تحصيله هو خروج احدنا من الجهل الا يخطئ في عباده ربه الا ينحرف في مساره الطويل الى الله عز وجل وهو المقصود بالوصول الى الجنه فالانحراف سببه الجهل وعدم الدرايه والخطا في ثنيات الطريق فينحرف يمنه ويسرى 21:37) فياتي العلم ليحقق لصاحبه البقاء في المسار الصحيح هذه ادنى درجات العلم من حيث تحصيل الفائده ارتفاع الجهل عن صاحبه وعبادته لربه على بصيره فاذا ارتقى مرتبه اخرى وصل الى درجه ارفع من هذه واشرف فانه يحصل من العلم ليس القدر الذي تصح به عبادته فقط بل يزيد على ذ من مسائل العلم ما يقربه الى الله ما يرقق قلبه ما يعرفه بربه ما يزرع الخشيه في فؤاده ما يجعله قريبا من الله مسارعا الى الخيرات سباقا الى الصالحات ثم لا يزال يستقي من مسائل العلم ما هو ليس ليس بحاجه اليه اليوم لكنه قد يحتاج اليه فاذا احتاج اليه وجد نفسه عالما بالمسالك عارفا باحكامها كرجل 23:13) اما الدرجه الثالثه فطلاب العلم وحملته ورافع رايته ومن ندبوا انفسهم لطلب العلم وتحصيله ومن كان سمتهم في هذه الحياه ووظيفتهم وطريقهم الذي اختاروه وسلكوه ويسر الله لهم اسبابه طلب العلم فلا يعرف الا بطلب العلم ولا يصنف الا في عداد طلاب العلم ولا يشرف بين الناس الا انه طالب علم فمثل هؤلاء يحملون من مسائل العلم ويتفقون في الشريعه ويستجد من المسائل ما فوق حاجتهم باضعاف مضاعفه لكنهم يتفقهون لامور عده اولها شرف العلم في ذاته وما اعد الله لاصحابه ثانيها انهم يتعبدون لله عز وجل بهذا العلم ثالثها انهم يرغبون بعلمهم هذا هذا الذي يتوسعون في تحصيله ان