والتونة هو الاسم الذي يطلقه الصيادون على الأسماك جميعها من ذلك النوع ويميزون كل سمكة من تلك الأسماك باسمها الخاص عندما يأتون لبيعها أو مقايضتها بسمك الطعم. وقال في نفسه: «أستطيع أن أدع القارب ينساب مع التيار، ومد يده إلى الخيط، وأمسك به في رفق بين إبهام يده اليمنى وسبابتها، على بعد مائة قامة سمكة مارلين تأكل السردين الذي يغطي طرف الصنارة، الآن يمكنه أن يدعه ينفلت من بين أصابعه دون أن تشعر السمكة بأي شد. لا بد أن تكون هذه السمكة ضخمة، كلي قطع الطعم - أيتها السمكة كليها، فقد تكون السمكة قد سبحت إلى الأعلى أو إلى الأسفل، قال: «لا يمكن أن تكون قد ذهبت، فترك الخيط ينفلت إلى الأسفل، وبينما كان الخيط ينساب إلى الأسفل بخفة من بين أصابع الشيخ، فقد صار لديه خيط احتياطي لثلاث لفات طول كل واحدة منها أربعون قامة، وقال في نفسه: كليه لكي ينفذ رأس الشص إلى قلبك، ودعيني أغرز الحربة فيك - حسنا -هل أنت مستعدة؟ هل بقيت بما فيه الكفاية على مائدة الطعام؟ قال بصوت مرتفع الآن!»، كل ما هنالك أن السمكة ابتعدت ببطء، وهو مازال ممسكا به مستندا بنفسه إلى مقعد المركب ومميلا ظهره إلى الخلف المقاومة الجذب، تحركت السمكة باطراد، يجب أن أُمسك بها ما استطعت، لا يمكنها أن تفعل هذا إلى الأبد»، وزحف إلى أقصى ما يمكنه نحو مقدم المركب ومد يدا واحدة إلى قنينة الماء، وقد ترتفع السمكة قبل ذلك، وزحزحه بحذر إلى الأسفل ليكون تحت الخيط الذي صار على كتفيه الآن، لأنه إذا كان خط سير السمكة مستقيما، وقال لنفسه: تذكر مهما كانت شهيتك قليلة، اقترب اثنان من الدلافين من القارب، وقال الشيخ في نفسه: ذلك أحزن أمر وقع لي مع الأسماك، ومن خلال الخيط الذي كان يلفه على كتفيه، أما اختياري فكان أن أذهب إلى هناك لأعثر عليها، يجب أن أتذكر بكل تأكيد أن أكل التونة بعد أن يطلع النهار». والآن صارت لديه ست لفات احتياطية من الخيط كانت هناك لفتان من كل طعم قطع خيطه، إضافة إلى لفتي الطعم الذي أكلته السمكة الكبيرة، سأعود إلى الطعم الذي على عمق أربعين قامة، وذلك يمكن تعويضه ولكن من يعوض هذه السمكة إذا علق شص منى بسمكة أخرى، وقطعتها عني؟ لا أدري ما نوع السمكة التي أكلت الطعم قبل قليل، يمكن أن تكون من نوع المارلين، لديك نفسك فقط، أتمنى أن تحوّل السمكة وجهتها مع التيار، فهذا سيدل على أنها متعبة». أدرك الشيخ أن السمكة لم تكن مجهدة، فكل حذية مفاجئة توسع الجرح الذي أحدثه الشص في فم السمكة، نظر الطير إليه عندما تكلم، وسحب الخيط إلى الخلف ليرى ما إذا كان باستطاعته أن يقلب السمكة،