يصبح الشذوذ عن هذه القطره الإنسانه فى الوطنيه شيئا غريبا. بل وشذوذا غير مسبوق فى التاريخ الوطنية باطلاق. وانقلابا على السلوك الانسانى الذى تعارفت عليه واجمعت القبائل والامم والشعوب. فلا احد يحتفل بذكرى اقتحام اللص لمنزله، او سلب سيادته على وطنه. اللهم الا هذا النفر من شواذ المثقفين الفرانكفونيين بمصر الذين ساروا فى الركاب الفرنسى، وقرروا الاحتفال على امتداد عامين بمائتى عام على حمله نابليون بونابرت (١٧٦٩- ١٨٢١)على مصر (١٢١٣ه‍- ١٧٩٨م). محاولين ستر هذا العوار والشذوذ بادعاء انهم انما يحتفلون بالعلاقات الثقافيه مع فرنسا، يحتفلون بالمطبعه والمجمع العلمى وليس بالمدفع والبارود! ولو صدقوا فى هذا الادعاء، بدلا من ان ياتى استجابة ذليله لاحفاد الغازى نابليون. ولو كان لادعائهم ظل من الحقيقه لجعلوا هذا الاحتفال فى ذكرى الجلاء الفرنسي عن مصر سنه١٨٠١م- كما صنع ويصنع كل البشر حتى الذين اشربو فى قلوبهم العجل، والذين يقدسون البقر! الفرنسيه المصريه، بدلا من ان يجعلوا شهر يوليو سنه ١٩٩٨م- وهو شهر بدايه الاحتلال الفرنسى لمصر سنه ١٧٩٨م- بدايه هذه الاحتفالات،