تُعدّ الأمانة ركيزةً أساسيةً في الترجمة، فهي ليست مجرد نقلٍ حرفيّ، بل فهمٌ عميقٌ للسياق الثقافيّ والاجتماعيّ للنصّ الأصليّ والجمهور المستهدف. يمثّل المترجم الأمين جسراً بين الثقافات، ينقل المعنى بدقةٍ وتفانٍ، بعيداً عن الذاتية، مما يُعزّز مصداقية النصّ ودوره في التواصل بين الشعوب. أهمية الأمانة تكمن في تأثيرها على التواصل الثقافيّ، فعدمها يُؤدّي إلى فهمٍ خاطئٍ وتحريفٍ للمعاني. يُعرّف مفهوم الأمانة في الترجمة بالالتزام بمضمون النصّ الأصليّ ومقاصده دون تحريفٍ أو إضافة، مع الحفاظ على روحه ونبرته الثقافية. يُشدّد على الفهم والتأنيّ لتجنّب "خيانة النصّ"، مع مراعاة إطار النصّ الأصليّ دون إبداء رأيٍ شخصيّ. الأمانة تتطلّب الابتعاد عن الترجمة الحرفية، والتركيز على نقل المعنى، مع البحث في المعاجم، وفهمٍ عميقٍ للنصّ قبل الترجمة. تُعتبر الأمانة منطقةً آمنةً في جسر التواصل بين الثقافات، خاصةً في عالمٍ مترابطٍ تكنولوجياً. لتحقيق الأمانة العلمية، يجب على المترجم التحلّي بالعديد من الصفات، كالأمانة العلمية، والتواضع، والموضوعية، والتمكّن من لغتي المصدر والهدف وثقافتيهما، بالإضافة إلى إتقان تقنيات الترجمة. لكنّ تحقيق الكمال ليس دائماً ممكناً، كما يُشير أنطوان برمان. تُستخدم تقنيات ضمان الجودة التلقائية واللغوية للكشف عن الأخطاء، والتي تتضمن التحذيرات من اختلافات في الترقيم، أرقام مفقودة، أخطاء نحوية، أو ترجمة مفقودة. يُحدد ضمان الجودة اللغوية الأخطاء الفادحة ويُقدم انتقاداتٍ حول الترجمة. تتمثل صور ضياع الأمانة في الزيادة أو النقص في النصّ، تغيير المعنى، عدم مراعاة الاصطلاحات، عدم التوثيق الصحيح، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية. يُبيّن الفرق بين الترجمة الأمينة والحرة، مع الإشارة إلى رفض الترجمة الحرفية، وتفضيل الترجمة التي تجمع بين الأمانة والجمال. يُناقش المقال مفهوم المعنى، وعلاقته باللغة، والسياق، والعلامات، والإشارات الضمنية، والأسلوب، مع التركيز على الحفاظ على معنى النصّ الأصليّ في الترجمة، والتحديات التي تواجه المترجم في نقل المعاني الدقيقة، خاصةً في السياقات الثقافية المتباينة. يُبرز المقال أهمية التوفيق بين الأمانة للغة المصدر، ولغة الهدف، وللمتلقي، مع مراعاة الخاص والعام في النصّ، واستخدام المجانسة أو النقل الصوتيّ عند الضرورة، مع تجنب الغرابة والغموض. يُناقش مفهومي التشابه والاختلاف في الترجمة، مع التأكيد على أن التشابه بين النصّ الأصليّ وترجمته هو تشابهٌ نسبيٌّ في المعنى، وأنّ الاختلاف بين اللغات يُشكّل تحدّياً كبيراً. يُختتم المقال بالتأكيد على ضرورة الأمانة تجاه معنى النصّ الأصليّ، مع استخدام وسائل لغوية مناسبةٍ للجمهور المستهدف، مع الحرص على أقلّ اختلافٍ ممكنٍ عن النصّ الأصليّ.