العلم بحرعظيم يحتوي على ما لا يُعدّ ولا يحصى من اللآلئ والدّرر، ولم يخطئ من شبهه بذلك فهو مجال واسع جداً لا يدرك نهايته أحد وهو غني بما يحويه من فوائد ومعارف تفوق في أثمانها الجواهر والدرر، فالعلم نور العقل الذي لا يُشترى بثمن، وهو ما يرفع قدر الإنسان ويزيد من قيمته، وهو ما يجب على الإنسان أن يكدّ ويسهر ويتعب من أجل تحصيله دون كلل أو ملل. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: (فضلُ العلمِ أحبُّ إليَّ من فضلِ العبادةِ وخيرُ دِينكمُ الورَعُ) (رواه البيهقي) فالعلم هو ما يُعرّف الإنسان بخالقه ويقرّبه منه، حيث ينظر به إلى هذا الكون الواسع وما يحويه من مظاهر كونية بديعة فيفسرها بدقة، والعلم هو ما يحمي الإنسان من الوقوع فيما يضره من خرافات وأكاذيب تؤذيه، فالإنسان المتعلم إنسان فَطِن لا يقع في شرك هذه الأمور، والعلم أساس تطور الحياة وتيسير أمور العيش فيها، فلولاه وما أوجده من مخترعات واكتشافات كالكهرباء وأدوات الاتصالات وطرق المواصلات وغيرها لصعُب علينا العيش والتواصل مع من هم مثلنا من بني البشر، كما أنّ العلم هو ما ساعدنا على اكتشاف ما يحيط بنا من كواكب ونجوم مجرات لم نكن على دراية بها، وهو ما فسّر لنا مظاهر كونية عديدة كانت بالنسبة لمن سبقونا مبهمة وخطيرة، وهو ما ساعدنا على التخلص من الآفات والأمراض التي أودت بحياة الآخرين على مرّ الزمان.