ويلتقي الماغوط مع جماعة شعر وأدونيس تحديدا في النظر إلى موسيقى الشعر وإيقاعاته، وهي النظرة التي تركز على ضرورة التقليل من سطوة الإيقاع الصاخب للأوزان والقوافي، والخروج إلى إيقاعات خفية تصنعها اللغة والحالات النفسية المتقلبة التي يكون عليها الشاعر أثناء إنتاج النص. لهذا يوصف شعر الماغوط بأنه “طرب، بل إنه شعر لا يعبأ بكل هذه التقابلات لأن تقابله الأول ألا يموت الداخل ليهرج الخارج. بل في الأمور والقضايا التي عالجتها نصوصه الشعرية والنثرية، لهذا وجدناه في قوله السابق يرفض الانسياق وراء كلام يعتمد تقاليد الطرب ورقص الكلمات، وبما أن الماغوط لم يجرب الأوزان والقوافي في أي من القصائد التي كتبها، أو ربما ذهب مع أدونيس في أن “موسيقى الشعر لا تخضع للإيقاعات القديمة بل تستجيب لإيقاع التجربة والحياة الجديدة. إن شعر محمد الماغوط قد يكون أحد الأمثلة الحية للموسيقى الشعرية البعيدة كثيرا عن النمط التقليدي المعروف، لكن إيقاع الموسيقى عنده بارز بشكل لافت بما يوفره من أساليب التقابل والتضاد والتكرار وغيرها، حتى ليدرك القارئ له أنه يبتعد عن النثر الخالص ابتعادا واضحا، وأنه ربما كان النموذج البارز لقصيدة النثر كما تصورتها جماعة ” شعر” على الأقل، ما حدا بأمثال علي العلاق إلى الحكم بأن الماغوط ” كان أكثر شعراء قصيدة النثر جاذبية وصفاء ونبرة عميقة ومناخاً شعرياً مترابطاً. فإن الماغوط في مسار شعره يبدو بعيدا عن الجدل والصراع على المفاهيم والمصطلحات والنظريات، كما يواصل ترسيخ مبدإ شعري يقوم على الحرية في الاختيار، إن المتمعن في أشعار الماغوط – وسط الزوابع التي أثارتها مسألة الوزن والإيقاع وتجنيس النصوص _ يمكن أن يدرك أنه قد ركز على بعض أنواع الإيقاع، وإنما من منطلق العفوية التي ميزت تجربته، ولا يتكلفه بل ربما لا يقصده أصلا طالما أنه من النوع الذي يريد أن تنجز الأمور بسرعة لينتهي منها.