إن ّ مفهوم “الواقعة االجتامعية الكلية”، سبق أن ألهم كل النقاشات الرفيعة. ً ومهام كان هذا املفهوم غامضا وصعب الفهم، نظراً ّ لكون اإلمكانيات التفسريية تظل كامنة بداخله، وأود هنا بالخص ّ وص أن أطور النقاش حول هذا املفهوم مبساعدة اقتناع موس بأنه يجب عىل الحياة االجتامعية للكائنات البرشية أن تخضع بالرضورة للتحليل العلمي، وهي قناعة قادته إىل هذا املفهوم البد من التأكيد عىل أن مفهوم “الواقعة االجتامعية الكلية” ال يفرتض مسبقاً صورة كام هو الحال يف األنرثوبولوجيا الوظيفية. ال ينبغي فهم الحياة االجتامعية من خالل الجامعات الوظيفية د ّ اخل مجاالت االقتصاد والقانون والسياسة والدين وغريها؛ يف حالتها األكرث كثافة، يف وضعيات خاصة تتداخل فيها مختلف العالقات االقتصادية والدينية والسياسية والقانونية. لكن يبقى العائق األكرب هنا هو الشك يف أن تكون هذه العالقات مجرد إسقاطات ملقوالتنا االجتامعية. لذلك يطرح السؤال املألوف يف األنرثوبولوجيا: ّ كيف ميكن تجاوز االختالفات املعرفية بني املجتمعات؟ إن أول مؤرش يقدمه موس بهذا الصدد هو رؤيته املتعلقة بالفكر فسواء تعلق األ ّ مر بالحياة االجتامعية البدائية أو القدمية أو الغربية، فإنها تشكلت عندما كان ً العلم والسحر متواجدين جنب ّ ا إىل جنب؛ وال يعني االختالف بني اإلثنني سوى أن خصائصهام مختلفة. فام زالت الرواسب معرتفاً بها “يف أفكارنا ّ حول القوة والسببية والنتيجة والجوهر” ]:1972 144[. ٌ قربنا من املايض كافية لتسمح لنا مبناقشة املايض، ومن املباح دراسة الفكر واملامرسة السحريني بواسطة التفكري العلمي ّ (لهذا السبب يؤكد موس أن اله ّ بة تشتغل بفضل خاصيتها السحرية كيد مرشدة، عىل الرغم من أن اإلنسان االقتصادي ال يبدو مارسيل موس يف هذه القضية قريباً جدا، ليفي سرتوس الفكر السحري كـ”تنويعات هائلة ملبدأ ا ً لسببية” الذي ناقشه هوبري Hubert وموس، كام سلط الضوء أيضا عىل منطق األشياء امللموسة الذي يعرضه “الطموح الشمويل للفكر املتوحش” ]:1978 17[ ]:10-11 1966[. البنيوية التي تركز عىل العالقات بني الظواهر عوض تفسري الظواهر املركبة للغاية: وهذه عملية ال نهاية لها تقوم فيها مجموعة من العوامل املحسوسة بإحداث مجموعة من التحوالت عىل الرغم من تكرارها للتجانس واالعرتاض والقلب، إلخ. p]. علام ّ أنه صحيح من الزاوية ّ العلمية أن َ طريقة ِ تعويض ٍ عالقة ِ ذات ٍ معنى بعالقة ِ ذات ُ معنى آخر ميكن فهمها فقط كاستعارة. نتائج مجازية، ومامرسة سحريني، لنأخذ مثال الهبة. من املمكن فهم التحويل الدائم للعالقات وسيتم تجميع التعارضات املتعددة َ مع بعضها عندما نضع يف العملية كفواعل ثنائية وسطاء مثل »الفرد الذي يرمز إىل الجامعة« و«القائد الذي أصبح تجسيداً لإلله« و«اليشء الذي يحتوي عىل الروح«، ال ميكن فهم الهبة من خالل النظر إىل العالقات الفردية بشكل منفصل؛ وفقا لذلك، تكون »الواقعة االجتامعية الكلية« متظهراً لـ«الطموح الشمويل للفكر املتوحش« ورشطاً يتم مبقتضاه مواجهة بعض الظواهر الخاصة وبعض العالقات بعضها مع بعض. وميكن تجاوز االختالفات املعرفية بني ً بصفته حامال ّ لهذا »الفكر«، وباختصار، إن َ كون ٍ مقوالت ٍ خاصة تختلف من مجتمع إىل آخر مل يعد سوى مشكلة ثانوية. والعنارص التي تتكون منها وكيفيات ارتباط بعضها ببعض. بالطبع ال. فحسب مارسيل موس، تتميز الحياة االجتامعية بالدينامية الدامئة، ويهدف نعت »الكيل« إىل اإلمساك بـ«حالة ومبا أنه ليس من املستحيل توقع تحول أسلوب ليفي ُ سرتوس للعب هذا الدور، فإن الب َعد ٌ الذي يستهدفه مارسيل موس بعد مختلف. حول هذه املسألة يف النقد الغامض الذي يوجهه ليفي سرتوس ملفهوم »املانا« عند موس. خالفاً لليفي سرتوس، يشدد موس، يف كتابه موجز نظرية عامة للسحر ّ ، إن »املانا«، بتعبري ليفي سرتوس، وال يوجد مصدرها يف »نظام للوقائع مختلف عنها«. كان موس متحفظاً عىل جلب وإذا كان ذلك يعطي االنطباع بأن »املانا« ال يخرج عن فذلك ألن ُه قِّدَر لتلك الكلمة ِّ القيام بتصوير »حالة التحول الدائم« دون اختزالها يف أي يشء. وعندما ينتصب فإن ٌ ه يستمر يف طلب العثور عىل برهانه الذايت. َ أن يجعل إنتاج العالقات يقترص عىل ال ّ الوعي والفكر الرمزي، عىل الرغم من أنه يجب عليه أن