وقد أنشأها أبو محمد عبدالله بن بركة السليمي البهلوي وأنفق عليها من ماله ، وذخائر اللغة والشعر ومن أبرز علماء هذه المدارس على سبيل المثال لا الحصر : البشير بن المنذر وموسى بن أبي جابر الإزكوي والمنير بن النير الريامي الذين كانوا يعلمون الأطفال تحت ظلال الأشجار أو في المجالس العامة التي تعرف (بالسبلة) أو في المساجد أو بيوت المعلمين والمعلمات أنفسهم ، أولا : التعليم التقليدي : لقد كانت المدارس القرآنية وحلقات المدارس هي الوسيلة الوحيدة للتعليم في عمان حتى عام 1970م حيث انتشرت في معظم القرى رغم تباين مستوياتها من منطقة لأخرى ومن أبرز هذه المدارس منذ أواخر القرن التاسع عشر ما يلي :- 1/ مدرسة مسجد الخور بمسقط (1871-1888م) تأسست هذه المدرسة في مسقط بجوار قلعة الجلالي في عهد السلطان السيد تركي بن سعيد في مسجد الخور وأول من قام بالتدريس فيها إمام المسجد الشيخ سليمان بن محمد بن أحمد الكندي حيث كان يعلم القرآن الكريم وأصول الدين وعلوم اللغة العربية قراءة وكتابة ونحوا وبلاغة . 2 / مدرسة الزواوي في مغب بمسقط (1871م): أنشئت في عهد السلطان السيد تركي بن سعيد وكانت تقع أسفل قلعة الجلالي بمسقط واستمر التعليم بها إلى عهد السلطان السيد سعيد بن تيمور وكانت تدرس مواد القرآن الكريم واللغة العربية قراءة وكتابة ونحوا . 3/ مدرسة الشيخ راشد بن عزيز الخصيبي: وكان مقرها في بيته حيث كان يستقبل عددا من طلبة العلم ويقوم بتدريسهم العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية من نحو وبيان ومنطق واستمر يؤدي هذه المهمة قرابة أربعين عاما ومن تلاميذه في هذه المدرسة الأديب الشاعر السيد هلال بن بدر البوسعيدي . 4/ مدرسة مسجد الوكيل: تقع في مسقط مقابل بيت السيد نادر بن فيصل وقد ضمت عددا من طلاب العلم الذين تتلمذوا على يد الشاعر الشيخ محمد بن شيخان السالمي ومن أشهرهم السيد تيمور بن فيصل والسيد نادر بن فيصل في عهد السلطان السيد فيصل بن تركي. أقيمت هذه المدرسة بالقرب من منزل اشتهر باسم بيت الوكيل يقيم فيه موظف حكومي يوكل إليه تصريف بعض الأمور المتعلقة بشؤون قصر السلطان وكانت تدرس مواد القرآن الكريم والفقه والتوحيد واللغة العربية. 6/ مدرسة بوذينة (1914م-1930م) : وتنسب إلى محمد علي بوذينة الذي وفد من تونس إلى السلطنة في عهد السلطان السيد تيمور بن فيصل وكان يقوم بالتدريس في مدرسة الزواوي وفي هذه المدرسة اشتركت البنات في تلقي العلم مع البنين في منزل مستأجر في مسقط لهذا الغرض وتفسر هذه النشأة المبكرة للتعليم المختلط بعض مدارس التعليم اليوم . واستمرت المدرسة تزاول نشاطها ابتداء من 1914م وكانت تدرس مواد القرآن الكريم واللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والحساب وتميزت المدرسة كذلك باعتمادها على خطة دراسية اشتملت على ست حصص يوميا وبلغ عدد طلبتها (120) طالبا وطالبة يدرسون جميعا في غرفة واسعة وفي عام 1930م انتقل بوذينة بتلاميذه إلى المدرسة السلطانية الأولى التي أنشأتها الحكومة آنذاك ومن الذين درسوا في مدرسة بوذينة السلطان السيد سعيد بن تيمور والسيد شهاب بن فيصل. 7/ مدرسة السيد نادر بن فيصل(1932-1935م): بدأ التعليم في هذه المدرسة في عهد السلطان السيد سعيد بن تيمور وكان من مدرسيها الشيخ أحمد بن سليمان بن زهران الريامي وكان يقوم بتدريس القرآن الكريم والتوحيد والفقه واللغة العربية والحساب وقد جمعت المدرسة عددا من البنين والبنات وشكل طلبة هذه المدرسة مع طلبة مدرسة مسجد الخور المدرسة السلطانية الثانية في عام 1935م. بيت الباروني) في سمائل و(المدرسة المحمدية) في مسندم . ثانيا : بدايات التعليم النظامي الحكومي : بدأ التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم النظامي بمعناه الحديث في العام 1930م حيث أنشئت مدارس محدودة تخضع للتخطيط والإشراف الحكومي وأخذت تدرس مناهج محددة المحتوى ومتعددة المواد ويدرسها معلمون تم تعيينهم من قبل الدولة ولهذه المدارس إدارة معينة أيضا، وشكلت هذه المدارس على ندرتها أساس التعليم النظامي في عمان قبل عام 1970م ومن أشهر هذه المدارس : 1/ المدرسة السلطانية الأولى : وأنشئت عام 1930م في عهد السلطان السيد تيمور بن فيصل وبإشراف حكومي وكانت تقع في مسقط ويديرها إسماعيل بن خليل الرصاصي الذي قدم من فلسطين إلى عمان عام 1929م وأصبح فيما بعد مديرا للمعارف في عهد السلطان السيد سعيد بن تيمور حتى عام 1970م . 2/ المدرسة السلطانية الثانية: حلت هذه المدرسة محل المدرسة السابقة ابتداء من عام 1935م وكان مقرها منزلا مؤجرا بمسقط وضمت إلى جانب البنين عددا من البنات ، وكانت المدرسة تعمل بنظام اليوم الكامل وتدرس القرآن الكريم والفقه والتوحيد واللغة العربية وقد حظيت مادة الخط العربي بنوعيه النسخ والرقعة في هذه المدرسة بعناية خاصة لأن الوثائق والمعاملات كانت تكتب آنذاك بخط اليد ، خصصت واحدة منها للطلاب الصغار والثانية ضمت الكبار ، 4/ المدرسة السعيدية بمسقط