يعرّف أرسطو المدينة على أنها جمعية سياسية، ويؤكد أن كل هذه الجمعيات مثل كل الأعمال البشرية المتعمدة، تتشكل بهدف تحقيق بعض الخير، ويضيف أن الاتحاد السياسي هو الشكل الأكثر سيادة للجمعيات لأنه يشمل جميع أشكال الجمعيات الأخرى ويهدف إلى الصالح الأعلى. ١] تقوم الأنواع المختلفة من الجمعيات الموجودة على أنواع مختلفة من العلاقات، والرابطة النهائية هي المدينة والتي من أجلها يتحرك البشر بشكل طبيعي، الذين يسعون للوصول إلى أعلى مستوى من جودة الحياة. ٢] كما يستنتج أرسطو أن الإنسان بطبيعته حيوان سياسي، فقط كجزء من المدينة يمكن للناس أن يدركوا طبيعتهم بالكامل، ويحدد أرسطو الأنواع الثلاثة للعلاقات التي تتكون منها الأسرة كما يلي: السيد والعبد، كما أنه يحدد العنصر الرابع في الأسرة والذي يسميه (فن الاكتساب). ٣] ينظر أرسطو إلى العبيد على أنهم الوسيلة التي يؤمن السيد من خلالها مصدر رزقه، ويدافع عن العبودية بالإشارة إلى أن الطبيعة تتكون عموماً من عناصر حاكمة وعناصر محكومة، فبعض الناس عبيد بطبيعتهم، والبعض الآخر أسياد بالفطرة وبالتالي، من الظلم استعباد أولئك الذين ليسوا عبيداً بطبيعتهم، ٤] على الرغم من أن السيادة على العبودية تعتبر موروثة بشكل عام، إلا أن العبودية لا تكون إلا عندما تكون سيادة السيد على العبد مفيدة لكلا الطرفين، يُشبّه أرسطو العلاقة بين السيد والعبد بالعلاقة بين الروح والجسد، حيث أن السيد يمتلك قوى عقلانية وقادرة، بينما العبد الذي يفتقر إلى هذه يصلح فقط للقيام بواجبات معينة. ٥] يفحص أرسطو فن الاكتساب، الذي يتعلق بتلبية الاحتياجات الأساسية، والتمييز بين الاكتساب الطبيعي وغير الطبيعي، يسعى الأشخاص المختلفون إلى تلبية هذه الاحتياجات بطرق مختلفة اعتمادا على نمط حياتهم، يُسمى تأمين الطعام والمأوى والضروريات الأخرى اكتسابا طبيعياً لأنه جزء لا غنى عنه من إدارة الأسرة. يتكون الاستحواذ غير الطبيعي من تجميع الأموال، حيث يلاحظ أرسطو أن السلع مثل الطعام والملابس ليس لها قيمة استعمالية فقط، في المجتمعات التي تكون فيها التجارة شائعة. ٧] تنشأ العملة النقدية بشكل طبيعي كميسر للتبادل، والهدف من التبادل هو تراكم مثل هذه العملة، أي إنتاج الثروة النقدية بدلاً من الاستحواذ الطبيعي على السلع، كما يكره أرسطو هذا التراكم للعملة لأنه لا يوجد حد لمقدار العملة الذي يمكن للمرء أن يجمعه مما يؤدي بالناس إلى الانغماس في المتعة الزائدة.