وقد كان من آثار حياة الظعن والترحال أنْ غَلَبَت على العرب في شبه الجزيرة العربية الشدة والخشونة، فلم يعرفوا في الجاهلية مدنيةً اجتماعيّةً بالمعنى الحديث للكلمة، وذهب بعض الدارسين إلى أن العرب قد تأخروا "عمن حولهم في الحضارة، ولا يتصلون بالأرض التي يسكنونها اتصالا وثيقا كما يفعل الزراع، إنما يعتمدون على ما تفعل الأرض والسماء فإن أُمْطِرُوا رَعَوْا، هذه العيشة البدوية هي التي كانت سائدة في جزيرة العرب، وإن كان هناك أصقاع ممدنة كصقع