لقاء محمد بن سعود للشيخ ومعاهدته ذهب الأمير محمد بن سعود إلى بيت أحمد بن سويلم وهناك رحب بالشيخ قائلا له: "أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعز والمنعة. فقال الشيخ: وأنا أبشرك بالعز والتمكين وهيكلمة لا إله إلا الله من تمسك بها ونصرها ملك البلاد والعبادكلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم2. ثم أخبره بماكان عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما دعا إليه، وأنكل بدعة ضلالة وأخبره بما عزهم الله به، من الجهاد في سبيل الله وأغناهم به، وبعد أن استمع الأمير محمد إلى الشيخ قال: "يا شيخ إن هذا دين الله ورسوله الذي لا شك فيه وأبشر بالنصر لك ولما أمرت به والجهاد لمن خالف التوحيد. ولكن أريد أن أشترط اثنتين: الأولى: نحن إذا قمنا بنصرتك والجهاد في سبيل الله وفتح الله لنا ولك البلدان أخاف أن ترحل عنا وتستبدل بنا غيرنا لثانية: أن لي على أهل الدرعية قانونا آخذه منهم في وقت الثمار وأخاف أن تقول لا تأخذ منهم فأجاب الشيخ أيها الأمير أما الأولى فأبسط يدك الدم بالدم والهدم بالهدم. ثم إن محمد بسط يده وبايع الشيخ على دين الله ورسوله والجهاد في سبيل الله وإقامة شرائع الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقام الشيخ معه واستقر عنده وتم التحالف بين الشيخ والأمير على نصرة الحق ومحاربة الشرك. هكذا دخل محمد بن سعود في الدعوة وكان الاتفاق بينه وبين الشيخ النواة الأولى في بناء صرح الدولة السعودية الأولى. وما أن ذاع خبر هذا الاتفاق سنة 1157 هـ - 1746 م في بلدان نجد حتى أتى المبايعون إلى الدرعية وأصبحت بمثابة العاصمة الدينية والسياسية والحربية، وضاقت منازلها عن تحمل العدد الغفير الذي هاجر إليها من أتباع الشيخ من العيينة وغيرها من بلدان نجد، ولما علم عثمان بن معمر باتفاق المحمدين ندم على خروج الشيخ من بلده فطلب منه الرجوع ووعده بنصره ومنعة. فإن أراد أن أذهب معك ذهبت وإن أراد أن أقيم عنده أقمت،