وتولية أبي بكر الخلافة ، وبذا عدد من العرب في أنحاء متفرقة من الجزيرة بعد عصيانه للخليفة الجديد ، ويمنع عما كان يقدمه الرسول . وتعارف المؤرخون وأصحاب البر على تقديم هذا الاضطراب السياسي العظيم الذي أصاب الأمة على أنه ردة دينية وخروج من الإسلام وفاة النبي ، والسؤال الذي يطرح في هذا السياق - بعد العودة إلى نصوص المتقدمين - هو : هل الردة التي واجهها الخليفة أبو بكر خروج عن الدين ام إن أهم مظهر من مظاهر الردة اشتهر ذكره بين المؤرخين وغيرهم خروج على الدولة ؟ ويتساوى الناس في إدراكه ، هو امتناع فئة واسعة من العرب عن أداء الزكاة الخليفة أبي بكر بعد وفاة النبي ، أو يطعنوا في نبوة محمد . فإن الردة من هذه الناحية مفهوم ملتبس وغير دقيق ؛ فهي لم تكن ردة شاملة وكلية عن الإسلام ، فالعرب برفضهم أداء الزكاة بعد تولي أبي بكر الخلافة ، وتخلوا - عمليا - عن إطار الدولة الذي أسسه النبي . فقد كانت الصدقات الركن الوحيد من بين أركان الإسلام الخمسة الذي يتجلى عنده مفهوم الدولة ككيان سياسي ، والذين يجسدون الدولة هم أسااعمال الصدقات " .