كما يعبر الراوي عن هذا بقوله: "حتى تأخذ المعركة بُعدها الحقيقي، وتكون بالمستوى المطلوب". تتحول المقاومة إلى أكثر من مجرد رد فعل على الاحتلال؛ تُظهر رواية الشوك والقرنفل كيف استطاع الفلسطينيون تحويل لحظات الانكسار إلى عزّة، وصولاً إلى بهجتهم بوصول أول صواريخ عربية إلى تل أبيب، لا تقتصر الرواية على لحظات النصر والانتشاء؛ بل تسلط الضوء على أوقات الإحباط والقنوط أيضاً. يأتي الإحباط إثر اندلاع مواجهة بين الفلسطينيين والأردنيين في "أيلول الأسود"، تشهد الرواية شعور الخيبة بعد إبرام مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979، وما تبعَ ذلك من إجبار المقاومة على مغادرة لبنان عقب الاجتياح الإسرائيلي لها في 1982. حيث رأى العديد من الفلسطينيين فيها إطفاءً لنار الكفاح وإجهاضًا لآمالهم في تحقيق أهداف أبعد وأكبر. كما يراقب المجتمع من حوله، وينظر الراوي إلى إبراهيم وإلى كلّ ما يمثّله بعين الإعجاب، ويبدو أن السنوار حاول أن يصور إبراهيم على أنه نموذج الفرد الفلسطينيّ الّذي يطمح الكاتب إلى أن تنتجه "حماس"، إذ نجد أحمد في الرواية يقول، فهو الّذي تربّى يتيمًا من أبيه الّذي استشهد وهو في الرابعة من عمره، تستمر تفاصيل حياة أحمد وأسرته في التتابع، لتأخذنا إلى عمق معاناتهم اليومية في مواجهة القهر والفقر، تلك الحياة التي قاوموها بتعليم الأبناء حتى حصلوا على شهادات جامعية، وبالانخراط في صفوف المقاومة، مستندين إلى المبادئ التي غرسها أخوه الأكبر محمود. فقد قال محمود ذات يوم: "إذا تحقق عزم الرجال واستعدادهم للموت، ولابد للنصر أن يكون حليفهم" ترسم الرواية صورة تسلسلية لوقائع القضية الفلسطينية. لا تكتفي الرواية بتقديم صورة المجتمع العادي فقط، كما تسلط الضوء على القوى السياسية والنضالية التي حملت عبء القضية على أكتافها، هذا الانقسام الذي لم يتوقف عند النقاشات، بل امتد إلى جدالات ومواجهات حادة داخل المدارس والجامعات وحتى في السجون. تحولت السجون إلى مدارس تعليم السياسة وتاريخ فلسطين، حيث وجد الفلسطينيون في المحن المشتركة قوة تدفعهم نحو الوحدة والتقارب، بجانب ذلك تُعْنى الرواية بالتنويه بشكل خاصّ لمرحلة التربية والإعداد في تاريخ نشأة "حماس"؛