مفهوم الشعر عند النقاد المشارقة والمغاربة الشعر لغة : الشعر 20 في اللغة العلم بالشيء والفطنة له والأصل قولهم شعرت بالشيء إذا علمته الشاعر لأنه يفطن لما لا يفطن له غيره الشعر اصطلاحا: «كيفما كان تعريفنا للشعر فهو ليس شيئا آخر غير مجموعة العواطف والانفعالات الصادرة عن الشعور والتي تتبلور عن طريق أداة اللغة بواسطة الخيال(3). أولا: مفهوم الشعر عند النقاد المشارقة يؤكد الجاحظ أن الناقد المتبصر بالشعر المتمرس بقراءة النصوص الشعرية، يسجل الجاحظ استغرابه من إعجاب أبي عمرو الشيباني لبيتين من الشعر إلى حد تدوينهما مخافة أن لا تحسين الموت موت البلى فإنما الموت سؤال الرجال ٣ أفضع من ذاك لذل السؤال . ويقول الجاحظ: «وأنا أزعم أن صاحب هذين البيتين لا يقول شعرا أبدا ولو أن أدخل في الحكم بعض الفتك لزعمت أن ابنه لا يقول شعرا أبدا. ويسجل الجاحظ اختلافه مع أبي عمرو الشيباني مؤكدا على أن المعنى إذا كان حسنا وقيل بأسلوب سيء فإن النص لا يمكن أن يكون شعرًا مثل هذين البيتين المتضمنين معنى عزة النفس والإباء ووجوب محافظة المرء على عزة نفسه بعدم سؤال الرجال لأن السؤال مذلة والمذلة أحد أشكال الموت، يعتقد الجاحظ أن المعاني معروفة بداهة ومشاعة بين الناس جميعا على اختلاف أعراقهم وأوطانهم، وينتقى له اللفظ ويختار الأفضل والأجمل وتضام الألفاظ إلى بعضها حتى تكون القصيدة مثل السبيكة لا اختلاف فيها لأن الشعر عند الجاحظ صناعة ونسج وتصوير، حدود التعريف لوجد نفسه في مجال المقارنة بين فنين: الشعر والرسم (. لأن هذه الوظيفة يقوم بها اللفظ الجيد كما يؤديها اللفظ السيء