لاحظ الشيخ أن إحدى العصي الخضراء الناتئة تغطس بحدة، في البداية لم يكن يحس بثقلٍ عليها ولا بتوتر، حينها أدرك أن على بعد مائة قامة يوجد سمكة "مارلين" تأكل السردين الذي يغطي طرف الصنارة . قال في نفسه: "في هذا الشهر وهذا البعد لا بد أن نكون سمكة كبيرة وضخمة " . ماكان يحدث غير أن السمكة تبتعد ببطءٍ وهي آخذة بالشص في فمها، لم يتغير خط سير السمكة ولا اتجاهها طوال الليل. دقق الشيخ في مساره فقال: "إنني أفقد لمعان هافانا ولا بد أننا نتجه أكثر نحو الشرق" وردد مرة أخرى "أتمنى لو كان معي الصبي ليساعدني؛ لا ينبغي أن يكون الإنسان بمفرده في شيخوخته وأن عليه أن يأكل التونة فبل أن تفسد لقد استغرب الشيخ من قوة هذه السمكة فهو لم يصطد سمكة بهذه القوة من قبل، وتذكر في تلك المرة التي أصاب بصنارته سمكة من زوج المارلين وكان الذكر يدع الأنثى تاكل أولاً وعندما وضعها الشيخ في السفينة ظل الذكر بجانب السفينة . قبل أن يطلع ضوء النهار سمع الشيخ صوت العصا تتكسر وحينها قطع الخيط وربط نهايتي اللفتين الاحتياطيتين ببعضهما .