فشكَّلت مقدِّمتُه في علم الاجتماع قاعدة معرفيَّة لكثير من المفكِّرين والفلاسفة والباحثين الاجتماعيِّين في الغرب والشرق. وكان للعصبيَّة عنده مفهومٌ أساسيٌّ في كلِّ ما نطق به وكتبَهُ، هو أن قراءةَ الأفكارِ والنظريّات والطُّروحاتِ الخلدونيّةِ في سياق التغيُّرات العميقة في البنى الاجتماعيّة والمؤسسيّة السّياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة العربيّة والإسلاميّة الّتي لا تزال مرتبطةً بماضيها ذاتيّاً ولو نسبيّاً ذاتُ أهميّةٍ كبيرةٍ، من حيث دورها في تنظيم العمران وحلِّ المشكلات الحضاريّة الّتي تعاني منها المجتمعات العربيّة والإسلاميّة والمجتمعات الإنسانية الأخرى. فكان إجماع كثير من المفكرين والفلاسفة ورواد علم على أن ابن خلدون هو الرَّائد الأوَّل في علم العمران البشريِّ لما كان يتَّصِفُ به من خبرة في نظريَّات المجتمع والدَّولة والتنظيم العمراني،