يستعمل لفظ التفكير في الأحاديث الجارية للدلالة على مختلف العمليات الذهنية التي تستثيرها مواقف سلوكية متباينة وللتفكير معنیان معنی عام يراد به كل ما يجول في الذهن من خواطر وسوانح وصور وأخيلة، ومن أبرز خصائص التفكير أن يكون في بادىء الأمر حديثا بين المرء ونفسه أو حوار داخليا صامتا غير مسموع. أو تسلق الجبل فالإنسان يفكر فى الحل قبل الشروع فيه متمثلا المسالك المختلفة والخطط المتباينة ومقدراً لكل خطة أو مسلك ما تحتمله من نجاح أو فشل، حتى يقف على أنسها للموقف الراهن تجنبا للاختبار الفعلي المناسبة كل خطة أو مسلك لحل المشكلة. كما أن الحركات الخارجية وسائل لتحقيق أغراض معينة ولقد أجمل عبد الرحمن عیسوی (۱۹۸۲)، وبناء على ذلك يمكن تعريف التفكير بالمعنى الخاص بأنه حركة المعاني التي تثار في الذهن عندما يواجه الإنسان مشكلة أو يريد القيام بعمل ما، ومن شأن المشكلة أن تحدد الاتجاه الذى تتخذه المحاولات الرمزية حتى يصل الفكر إلى حل المشكلة أو تقرير النتيجة التي تكون أكثر احتمالا من غيرها في حل المشكلة وإنهاء الموقف. وللإحساس والإدراك دور فاعل فى تكوين المعاني فالإحساس ضرب من ضروب الحكم على الواقع ولكنه حكم ضمني لم يتحقق فيه التمييز بين الذات الحاكمة وموضوع الحكم - هو حكم مندمج في النشاط الحركي، وحينما ينعكس الحكم على نفسه يتحقق التمييز بين الذات الحاكمة وموضوع الحكم ويتطور الإدراك الضمني إلى إدراك صريح ويرتقى النشاط الذهنى حتى يصل إلى درجة المعرفة والعلم فالتجريد يؤدى إلى التعميم،