تراجعت الشمس بأشعتها الذهبية وحيث تمكن ضوء مصابيح الشارع الخافت بصعوبة من أن يكبح الظلام والقباب اللذين غربا كل معسكر المنجم، عائدة إلى بيوتها، خلال رحلة بطيئة صامتة : لصعوبة التنفس بسبب الهواء والفتيل : وبدأت تتفرق وفق اتجاهات شوارع عمال المعسكر المختلفة، استمر العامل (جوان الابرا)، فيها أصداء صفارات حادة و(سارينات) مناطق العمل. وسرعان ما تلاشت التجعدات من وجه ( لابرا) الشاب الذي تغصن بتجعدات عميقة مثل عروق المعدن الخام. كان ولدا، بعينين حيتين فضوليتين، وبقدمين محبتين للمشي، لم يمثل المنجم آية أسرار له: فقد كان يعرف كل بوصة منه، وكل ما غمض من أمره، كان الشارع مهجورا، وكان (جوان) الصغير مستشارا بحضور (بلاك)،