الفكر الليبرالي أسهمت أفكار كل من هوبز ولوك وغيرهما في تقويض نظرية القانون الطبيعي ممهدة بذلك الطريق أمام إمكانية بلورة فلسفة سياسية جديدة تقدس الحرية الفردية والملكية الخاصة، وخاصة تلك التي تمتع بها النبلاء ورجال الدين، وتنحاز للبرلمانات أو الهيئات التمثيلية المنتخبة في صراعها المتصاعد ضد نظم الحكم المطلق. وخاصة بعد ثورة ١٦٨٨ محط أنظار أوروبا، فإن مركز الثقل الفكري سرعان ما انتقل إلى فرنسا التي تحولت إلى معقل للأفكار التحررية والليبرالية طوال القرن الثامن عشر . وخاصة أفكار مونتسكيو وروسو ، ليس فقط في إحداث نقلة نوعية في الفكر السياسي الغربي وفي وضع أطر مؤسسية واضحة للنظم الليبرالية وإنما أيضا في إشعال الثورة الفرنسية الكبرى التي عملت على وضع هذه الأفكار الليبرالية موضع التطبيق. وكان لتلك الثورة تأثيرات هائلة على مجمل الأوضاع في أوروبا وعلى تطور الفكر السياسي فيما بعد حيث استكمل مفكرون كبار من مختلف أنحاء القارة الأوروبية طريقا أصبح واضح المعالم وراسخ البنيان. وسنحاول في هذا الفصل التعرف على أفكار الرعيل الأول من منظري الفلسفة