الرحلة الثالثة: استغرقت الفترة الممتدة بين عامى ١٣٥٢ - ١٣٥٩م، تونس، ثالثاً : المرحلة الحديثة تمتد بين القرن السادس عشر ونهاية القرن التاسع عشر الميلاديين وشهدت هذه المرحلة - التي بدأت بعد بدء حركة الكشوف الجغرافية خلال القرن الخامس عشر - تتابع الرحلات الأوربية التي أدت إلى اكتشاف كل من مضيق ماجلان البحرى (۱۵۱۹) - (١٥٢٢) واستراليا ( عام ١٦٠٥) ونيوزيلندا (عام (۱٧٦٩ ولتبدأ بعد ذلك الرحلات القارية داخل الأقاليم المجهولة فيما عرف بقارات العالم الجديد، حيث غطت رحلات الأسبان معظم أقاليم أمريكا اللاتينية والأطراف الجنوبية لأمريكا الأنجلوسكسونية خلال الفترة الممتدة بين عامي ١٥١٣ ، واكتشف الروس مضيق برنج البحرى الذى يفصل بين أقصى شمال شرقى الدولة الروسية وقام السويدى أوتو نوردينشولد Otto Nordenshiold في أواخر القرن التاسع عشر برحلات كشفية في النطاق الجنوبي وفي مضيق ماجلان وقد انطلقت مثل هذه الرحلات من المراكز الساحلية التي شيدها كل من البريطانيين والفرنسيين والهولنديين والألمان والبرتغاليين كما تعددت الرحلات التي قام بها الأوربيون داخل كل من استراليا ونيوزيلندا خلال القرن التاسع عشر (۱) لتكتشف أقاليم وحقائق جديدة أثرت المعرفة الجغرافية وشكلت إضافات لعلم السياحة وآفاق تضاف لمجال النشاط مع الرغبة في الكشف والكسب وتزايد المعارف وإضافة ممتلكات جديدة للوطن كانت كلها دوافع للرحلات الأوربية خلال هذه المرحلة، والتي أدت إلى تراكم الثروات في ممالك أوربا التي شيدت العديد من القصور والكنائس والمباني والحدائق الفاخرة ودور العلم والثقافة والمتاحف والتي شكلت كلها مزارات سياحية جذبت أعداد كبيرة من الزوار من مختلف جهات القارة الأوربية. وذلك عام ١٦٧٢ م (٢) . والثورة الصناعية في ظهور ظاهرة جديدة في مجال السفر والسياحة تمثلت في قيام الأفراد برحلات خاصة تهدف إلى المتعة والترويح عن النفس ولا تسعى إلى الكسب المادى، مما أدى إلى ظهور تعبير السياحة Tourism بمعناها المعاصر وبالتالي بدئ في استخدام تعبير السائح Tourist للإشارة إلى الشخص الذي يقوم برحلة من أجل ويمكن حصر أهم السمات المتعلقة بالسفر والسياحة خلال هذه المرحلة الحضارية فيما يلى : لذا شهدت هذه المرحلة أول دليل سياحي دقيق في أو لأنها تتجه إلى عيون المياه المعدنية للاستفادة من خصائصها في العلاج من بعض الأمراض، وكانت الرحلات إلى الأماكن المشار إليها تتكلف الكثير من المال. تزايد حجم حركة السياحة بين الدول الأوربية رغم تعدد الأنظمة السياسية لدولها وفرض بعض القيود على السفر عبر الحدود السياسية وشيوع استخدام جوازات السفر، وهى من العوامل التي أسهمت في نشاط الرحلات السياحية وطول فتراتها الزمنية (1) فبعد الثورة الصناعية في أوربا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وما تمخض عنها من تغيرات اقتصادية واجتماعية، وما صاحب الحياة الوظيفية من ضغوط مستمرة ظهرت الحاجة إلى ضرورة توفير عطلة سنوية طويلة تبعد العاملين عن روتين العمل ومسئولياته، وهو ما تحقق خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر والذي شهد أيضاً تحسن مستوى الأجور وقد ساعد على ذلك أن معظم السياح خلال هذه المرحلة التاريخية كانوا من الموسرين القادرين على الإنفاق بسعة على رحلاتهم السياحية ، رابعاً : المرحلة المعاصرة حين استقرت الأوضاع السياسية وازدهرت الأحوال الاقتصادية وزاد الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والنفسية للبشر في العديد من أقاليم العالم التي سنت فيها التشريعات والقوانين التي تعين الإنسان على العطاء والاستمرار في حياة اتسمت بالسرعة، والتغير المستمر، وكثرة الأعمال والمسئوليات، ومحاولة إلى البحث عن الاستجمام والاسترخاء والمتعة بكافة الوسائل وباستغلال كل منح الطبيعة التي تحقق ذلك سواء كانت أقاليم ذات مناخات صحية منعشة تتوافر فيها مميزات الهواء النقى وأشعة الشمس، أو أقاليم تتنوع فيها أشكال كل من النبات الطبيعي الغابات الجميلة والمروج الطبيعية والمساحات الخضراء المكشوفة مثل المتنزهات القومية National parks كتلك الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية والحيوان الفطري الذي يتم المحافظة عليه فيما يعرف بالمحميات القومية كتلك المنتشرة في كينيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا والهند وتايلاند، وكلها أمور تسهم في الحفاظ على صحة الإنسان النفسية والبدنية وتجدد نشاطه وقدرته على العمل والإنتاج، وتشكل هذه الشريحة من السكان ذوى الدخل المحدود قطاعات عريضة من إجمالي سكان معظم دول العالم، من الراغبين فيها إذا ما توافرت باقى العوامل المشجعة لها . * انتشار فكرة المنتجعات السياحية Resorts في العديد من دول العالم، والتي تعتمد في نشاطها على ملامح بيئية خاصة (1) وتستمد مقومات استمرارها وازدهارها من زوارها من السياح على وجه الخصوص، أو سباقات للسيارات كما في مونت كارلو التي يقام بها سباق الرالي Rally سنوياً، أو سباقات لصيد الأسماك والغطس كما في القرى السياحية بالبحر الأحمر فى مصر وفي جزر البحر ولا يمكن إغفال دور البيوت المتنقلة القائمة على عجلات والتي تجرها السيارات Caravans في زيادة إسهام أصحاب الدخول المتوسطة في الحركة السياحية بالعالم خلال ظهور قرى الأجازات Holiday Villages أو ما تعرف في مصر بالقرى السياحية، إيطاليا، بالإضافة إلى العديد من الجزر التي تتمتع بخصائص طبيعية يصلح استغلالها سياحياً كجزر هاواى وجزر البحر الكاريبي وبعض تزايد الأفواج السياحية المتجهة إلى الأقاليم التي تزخر بالآثار والمباني التاريخية والقصور المتميزة والمتاحف وغيرها من المزارات الثقافية كنتيجة لانتشار التعليم وارتفاع المستوى الثقافى لسكان عدد كبير من دول العالم، نتج عن الخصائص السابق الإشارة إليها للسياحة في القرن العشرين ضخامة كل من عدد السائحين والدخل السياحي، ١٥٧ مليون نسمة خلال عامى ١٩٥٥ ، ١٩٦٥ على الترتيب، بلغ حوالى ۲۱٥ مليون سائح ( نحو %٥% من جملة سكان العالم عام ۱۹۷۳ ، ۱٪ من جملة سكان العالم عام ۱۹۹۳ . لذلك أطلق على القرن العشرين تعبير قرن السياحة يتبين من الدراسة السابقة أن مفهوم السياحة له أساسين، واستغرق بلورة هذا المفهوم وقتاً طويلاً وجهداً شاقاً استغرقته جهود الباحثين والمفكرين والعاملين في مجال السياحة منذ بداية القرن العشرين بصورة خاصة ومعنى ذلك أن صناعة السياحة تعنى دراسة الأشخاص المستهلكين للمال وللوقت من أجل السفر والمتواجدين بعيداً عن أوطانهم أو عن أماكن عملهم، وبدأت تتبلور الأفكار التي تحدد مفهوم ظاهرة السياحة وإطارها العام مع بداية القرن العشرين، فقد أشار الألماني جويير فرويلر Guier Freuler ( عام (۱۹۰۵ ) أن السياحة تمثل ظاهرة ناتجة عن حاجة الإنسان - المرهق من ضغوط الحياة الحديثة - إلى الراحة والمتعة والتغيير، وبذلك قصر هذا التعريف الهدف من السياحة على المتعة والإقامة بعيداً عن محل السكن دون فقد عرف شوليرن شرات نهوفن Schulern Schrutenhofen عام (۱۹۱۰) السياحة بأنها التفاعلات الأنشطة الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن وصول زوار إلى إقليم أو دولة بعيداً عن موطنهم الأصلي، وبلورت الأبحاث والدراسات التي عالجت ظاهرة السياحة خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين أساسين لابد منهما لهذه الظاهرة هما: وشاركت عصبة الأمم خلال عقد الثلاثينيات في المحاولات الخاصة بتحديد مفهوم السياحة وذلك من خلال تحديد الفئات التي يمكن تسميتها بالسائحين وتحقق ذلك عام ۱۹۳۷ عندما حصرت لجنة السياحة التابعة لعصبة الأمم السائحين في الفئات التالية : - المسافرون في مهمات سياسية أو علمية أو رياضية أو دينية. وجدير بالذكر أن اللجنة التابعة لعصبة الأمم والسابق الإشارة إليها استبعدت الفئات د - بعض سكان أقاليم الحدود الذين يلتحقون بالعمل في دولة متاخمة. كرافت Kraft (عام ١٩٤٢) تعريف السياحة في إطار الظواهر والارتباطات الناتجة عن إقامة المسافرين وعرف كل من . Medlik, S السياحة بأنها ظاهرة تتصف بثلاث خصائص هي: ولكنها لا تتضمن استغلال كل أوقات الفراغ. ويعرف Douglas Pearce (عام (۱۹۸۱) السياحة بأنها ظاهرة يتبعها مجموعة علاقات قائمة على الرحلات والإقامة المؤقتة لمسافرين من أجل المتعة والترفيه، نمطيها الداخلي والدولي اعتمد أساساً على مدة البقاء (فترة إقامة السائح) ولم يتعرض لعامل طول الرحلة . Alidter Mathieson ويعرف كل من عن ما يأتي: ويعنى هذا التعريف أن دراسة السياحة هي دراسة لكل من أشخاص يعيشون يتضح مما سبق أن هيكل (إطار) السياحة يتألف من ثلاثة عناصر رئيسية هي : [ شكل رقم ١]. - العنصر المتغير. - العنصر الناتج . يتمثل في الحركة أو السفر لاختيار المكان أو الأماكن المقصودة. العنصر الثابت: وهى أى الإقامة تتوقف على مجموعتين من العوامل هما : البناء