1- تعريف الاخلاق والاخلاقيات: الأخلاق هي مجموعة الصفات النفسيّة للإنسان التي توصف اعماله بأنّها حسنةٌ أو قبيحةٌ، وبصورة أخرى تعرف الأخلاق بانها الإرادة التي تغلب على الإنسان دائماً حتى تصبح عادةً من عاداته. كما تُعرّف الأخلاق أيضاً بأنّها: القوة الراسخة في الإرادة التي تجعل المرء يختار ما فيه خيرٌ وصلاحٌ إن كان الخُلق كريماً حميداً،  إذا تأملنا جيدا في القرآن الكريم وتدبرنا المسؤوليات التي أوجبها لله سبحانه وتعالى على الإنسان لوجدنا أن الأخلاق تشكل حجر الزاوية في إلتزام الإنسان بمسؤولياته، وقد حرص الإسلام على إعطاء الأخلاق دورها الكبير والمهم في بناء العلاقات الإجتماعية الصحيحة أما الأخلاقيات فهي تمثل المعايير والقيم الأخلاقية التي تستخدم للتمييز بين الصحيح والخطأ لتكوين نسيج متكامل من الأخلاق، ومن الجانب العملي في تخصص معين يتم إستخدام مصطلح الأخلاقيات بدلا من مصطلح الأخلاق، مثلا أخلاقيات الصحافة، أخلاقيات الأعمال. 2-       تعريف أخلاقيات الاعمال: تعتبر أخلاقيات المجتمع في حقيقة الأمر أساسا قويا لأخلاقيات الأعمال فهي تمثل الخلفية المسبقة لتكوين الموارد البشرية التي تعمل داخل المؤسسة، وفي هذا الإطار فان اهتمام المؤسسة بأخلاقيات الأعمال تعد من الأمور الحاسمة نظرا للضغوطات الاقتصادية، حيث دفعت بالمؤسسة إلى الاستثمار في الأنشطة التي تنسجم مع المبادئ التي حددها القانون والقيم الأخلاقية. وفي هذا السياق أشارHarrison  Mickأن تصنيف أخلاقيات الأعمال إلى أخلاقيات تنظيمية وأخلاقيات إدارية لأنها تتعلق بالأنشطة والواجبات وعلاقة المديرين مع بعضهم البعض، كما تتعلق أيضا بأخلاقيات المهنة الإدارية ليؤكد أن أخلاقيات الأعمال يشمل كلا النوعين التنظيمية والإدارية وبهذا يمكن القول بأن لأخلاقيات الإدارة نفس الدلالة لأخلاقيات الأعمال يحتوي تعريف أخلاقيات الأعمال على معانٍ متعددة، لذلك يمكن تعريفها كما يلي: Dembinski بأنها " تمثل المسائل الأخلاقية حول ما يجب أن يكون، Weiss  فقد عرف أخلاقيات الأعمال أنها" القدرة على التحديد والتمييز بين الصحيح والخاطئ، وبين ما هو مفيد وما هو مضر في كل ما يتعلق بعملية اتخاذ القرارات في مجال أنشطة المؤسسة. - اخلاقيات العمل: ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈدراج اﻷﺧﻼق ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎت وﺳﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ - أما اخلاقيات الاعمال: ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈدراج اﻷﺧﻼق ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺎت مؤسسات اﻷﻋﻤﺎل كما تعتبر أخلاقيات المجتمع في حقيقة الأمر أساسا قويا لأخلاقيات العمل وأخلاقيات الأعمال فهي تمثل الخلفية المسبقة لتكوين الموارد البشرية التي تعمل داخل المؤسسة، وفي هذا الإطار فان اهتمام المؤسسة بأخلاقيات العمل واخلاقيات الأعمال تعد من الأمور الحاسمة نظرا للضغوطات الاقتصادية، حيث دفعت بالمؤسسة إلى الاستثمار في الأنشطة التي تنسجم مع المبادئ التي حددها القانون والقيم الأخلاقية. ومن جهة أخرى أشارHarrison  Mickأن تصنيف أخلاقيات الأعمال إلى أخلاقيات تنظيمية وأخلاقيات إدارية لأنها تتعلق بالأنشطة والواجبات وعلاقة المديرين مع بعضهم البعض، ليؤكد أن أخلاقيات الأعمال يشمل كلا النوعين التنظيمية والإدارية وبهذا يمكن القول بأن لأخلاقيات الإدارة نفس الدلالة لأخلاقيات الأعمال. 4-  اتجاهات تطور أخلاقيات الأعمال: يمكن تحديد اتجاهات تطور أخلاقيات الاعمال كما يلي: ومن الطرق والأساليب العلاجية إلى الأساليب الوقائية. ü    الانتقال من الاعتقاد بأن أخلاقيات الأعمالوالإدارة مسألة ذاتية شخصية إلى كونها أمراًإدارياً له صلة بثقافة وقيم المؤسسة، ü    التحول من الاهتمام بمعايير الكفاءة من أجلتحقيق أهداف المؤسسة، إلى الأخذ بعينالاعتبار المعايير الأخلاقية أيضاً إلى جانبالكفاءة. ü    الانتقال إلى ترشيد وتوجيه العمال والأفراد نحوالمدونات الأخلاقية المكتوبة ü    الانتقال من المنظور الأخلاقي على مستوىالتشغيل القصير المدى إلى المنظور الأخلاقيعلى المستوى الاستراتيجي طويل الأمد. ü    الانتقال من مبادئ وقواعد السرية إلى مبادئالشفافية والإدارة المفتوحة أمام الموظفينوالجمهور 5-      دوافع الاهتمام بأخلاقيات الأعمال: تجدر الإشارة أن أخلاقيات الأعمال حظيت بالاهتمام على نحو واضح وملفت للنظر من خلالالدراسات التي أجريت في الدول المتقدمة وبالأخص في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في بداية الثمانينيات من القرن العشرون توجها إصلاحيا عالميا شمل كل الميادين بما فيها الميادين الاقتصادية، ومن بين أهم الدوافع التي أدت إلى إهتمام المؤسسات بأخلاقيات الأعمال نوردها فيما يلي: - الإحساس المتزايد بأن المؤسسات أصبحت تصرفاتها أقل أخلاقية مما كانت عليها في السابق، الخ، لأنها ترى أن سوء التصرف الأخلاقي من قبل المؤسسة يمكن أن يكون ذا تكلفة عالية. - مراجعة المفاهيم السائدة والتي ترى أن المؤسسة تهدف من أجل بقائها واستمرارية إلى تعظيم الربح، دون أن يتبع ذلك اهتمام واضح بالاعتبارات الأخلاقية التي يمكن أن تكون لها عائد على المؤسسة إن لم يكن في المدى القصير فإن ذلك سيكون على الأرجح في المدى الطويل. - إن تعقيد وتداخل المصالح في المؤسسات جعلها أمام حالات معقدة من الحكم فيها على ما هو صواب أو ما هو خطأ من الناحية الأخلاقية، وهذا ما أدى إلى أن تصحيح المشكلات الأخلاقية في غاية التعقيد في نطاق واسع من القضايا والمواقف، فالقرارات الجيدة أو القرارات السيئة قد تكون من الناحية المادية لها نفس العائد إلا أنها ذات قيمة أخلاقية متباينة. - كان تركيز جل اهتمامات المؤسسة على زيادة أسعار أسهمها على حساب مؤشرات الأداء الأخرى، وتجاهلت المؤسسة الموظفين وخفضت معايير السلامة والصحة في ميدان العمل. الخ، كما أدى التركيز على زيادة قيمة الأسهم إلى تبرير ارتكاب تصرفات غير قانونية، فظهرت بذلك المشاكل الأخلاقية التي كانت السبب في انهيار بعض المؤسسات الكبرى في العالم مثل  Enron & Worldcom. لقد أصبح الإهتمام بأخلاقيات الأعمال من أكبرالتحديات التي تواجهها المؤسسة في كافة البلدانالنامة منها والمتقدمة، حيث بدأت المؤسسةمطالبة بتقديم إلتزامات أخلاقية تجاه أصحاب المصالح وذلك بإتباع سلوك أخلاقي في أنشطتها والذي يكون من خلال الإلتزام بالأخلاق الحميدةوبقواعد السلوك المهني الرشيد، وتحقيق التوازن في مصالح الأطراف المرتبطة بالمؤسسة، مع القيامبالمسؤولية الإجتماعية والحفاظ على بيئة نظيفة. إن المؤسسة التي تطبق أخلاقيات الأعمال تهتم بجانبين هما الإلتزام بالمبادئ والقيم الأخلاقية من جهة وكيفية المحافظة عليها داخل المؤسسة من جهة أخرى، وذلك بإتباع أحد الإستراتيجيتين التاليتين: ü    إستراتجية الإمتثال: تركز هذه الإستراتيجية على القوانين والمعايير المحددة للسلوك في المؤسسة، فهي تعتمد بشكل رئيسي على القوانين ومنع السلوك غير القانوني، وبالتالي فإن إستراتيجية الإمتثال تتمثل في الإلتزام بالحد الأدنى من القوانين من أجل تجنب المساءلة الأخلاقية. ü    إستراتيجية الإستقامة: تقوم هذه الإستراتيجية على المعايير الأخلاقية المختارة من قبل المؤسسة، فهي تعتمد على البعد القانوني والأخلاقي في آن واحد، حيث لا تتضمن الأهداف الإقتصادية فقط ولكن أيضا مجموعة من الأخلاقيات والمسؤوليات، وبالتاليأصبح من اليسير القول بأن أخلاقيات الأعمالتسير جنبا إلى جنب مع المفاهيم القانونية. 7-      دور ونطاق أخلاقيات الأعمال: في الواقع مازال التطور محدودا في مجال تطبيق أخلاقيات الأعمال في المؤسسات، مع ما تمثله هذه التطبيقات من مواقف أخلاقية تعزز الثقة من جهة وما ينجم عن التصرفات اللاأخلاقية من نتائج سلبية ومكلفة في تدهور سمعة المؤسسة بسبب الدعاوى القضائية والغرامات المالية من جهة ثانية فإنَ الهدف من تطبيق الأخلاقيات هو إعلام المديرين وأصحاب المصالح الآخرين بما هو مسموح به ومستقيم من الناحية الأخلاقية بهدف التحقق بصفة خاصة من أن العمليات والإجراءات المستخدمة في الوصول إلى قرارات العمل وتنفيذها بطريقة صحيحة وموافقة للجوانب الأخلاقية. فإن هذا الإجراء لا يزال يقتصر بشكل كبير على المساهمين فحسب، وعلى الرغم من ذلك، وهذا الأمر صائبًا من الناحية الأخلاقية، حيث يصبح الموظفون أكثر رغبة واستعدادًا في بذل الجهد والعمل بشكل أكبر في الظروف التي يشاركون فيها في عملية صنع القرار. وفي هذا الصدد يقود التطبيق الصحيح للقواعد والقيم لأخلاقيات الأعمال إلى تحقيق العديد من المنافع بحسب وجهة النظر التي حددها Donaldson & Davis والمتمثلة في تحسين مستويات الثقة بين المؤسسة وموظفيها وبين المؤسسة والجهات المستهدفة، وكذا التمسك بأثر قيم المؤسسة ورسالتها في المجتمع. 8-    أهداف واهمية أخلاقيات الاعمال: يمكن حصر أهداف وأهمية أخلاقيات العمل في بعض النقاط نذكر منها: ü    التجسيد الفعلي لأخلاقيات الأعمال يساهم في خلق التوازن داخل المؤسسة بين تحقيق مصالحها من جهة وبين العمل بالمعايير الأخلاقية من جهة أخرى. ü    تعزز أخلاقيات الأعمال من مكانة المؤسسة وتحافظ على سمعتها المحلية والدولية. ü     تساعد أخلاقيات الأعمال المؤسسة على تقييم سلوك الموظفين، كما تعتبر مصدر لحل الخلافات واتخاذ القرارات عند الموظفين. ü     إن الالتزام بأخلاقيات الاعمال يضعها في إطار المصلحة الذاتية المستنيرة،