تُعرّف المذكرات الشخصية بأنها تدوين شخصيات سياسية أو عسكرية أو مدنية ذات دور في الأحداث التاريخية، لمعلومات ومواقف ذاتية حول قضايا معينة، مُعبّرة عن آرائهم. وهي ظاهرة ثقافية وحضارية مستمدة من تقليد غربي، برز خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها. مصطلحياً، تُسمّى "mémoire" (مذكرة)، وكاتبها "memorialiste" (صاحب المذكرة). يتطلب التعامل معها وقتاً طويلاً للقراءة والتدوين، مما يوفر معلومات غزيرة عكس الشهادات الحية. يجب على الباحث استخدام لغتها الأصلية لتفادي تحريف الترجمة، والتركيز على الأحداث التي كان صاحب المذكرة فاعلاً فيها، وتجنب المعلومات خارج نطاق البحث، حيث قد تتحول لكتابة سيرة ذاتية. كما يجب مقارنة المعلومات بمصادر أخرى كوثائق أو شهادات، للتأكد من دقة المعلومات. أهمية المذكرات تكمن في تزويد المؤرخ بمعلومات تاريخية غنية لفهم الوقائع والمواقف، واحتوائها على وثائق هامة (صور، مراسلات)، وتقديم رؤية خاصة لفترة زمنية معينة، وكشف خبايا شخصية صاحبها وعلاقاته المتشابكة بالتنظيمات والشخصيات والمؤسسات.