يخرج أبي إلى الشغل وأنا نائم . وعندما نستيقظ أنا وأخي يوسف ، نخرج إلى الشارع ، وأرضها مبلطة بالحجارة التي يلسع بردها أقدامنا الحافية . فننحدر معاً من وراء الجامع باتجاه ساحة باب الدير ، حيث عربات الخيول ، وقد تكون هناك سيارتان أو ثلاث . فيركبون العربات والسيارات ، أو يجلسون في المطاعم والمقاهي المحيطة بالساحـة ، ويزول البرد الذي كان أول ما ما نحس به عند الخروج . بعد أن ذهب أخي الى المدرسة ، بقيت مع أمي وجدتي أرقب طبخة وعدتني أمي بها : «هيطلية» - أرز بالحليب . فاشترت أمي منها بالكيلة عدة أوقيات صبتها البائعة في الطنجرة . لأن أمي تقول أن لا قدرة لها على شراء الحليب إلا في المناسبات وعند الضرورات . وبين صعودي إلى الطابق العلوي لأقول للراهب يوسف «صباح الخير»، ثم إلى طابق الكنيسة الأعلى لأنظر من السطح المكشوف الذي أمامها إلى الصبية الذي هم في الأسفل يلعبون في الحارة ، وبين نزولي لأرى كيف يجري طبخ الهيطلية ،