التقوم هذه الدراسة على وضع المنظمات الإنسانية وعملها الإغاثي في شتى بقاع المعمورة، فظاهرة المساعدات الإنسانية قد اتسعت وصارت ديدن العديد من الدّورات والنّدوات والملتقيات الجهوية والدّولية، ولعلّها تجسّدت بشكل فعلي وفعّال لمّا صارت تؤسّس لعلاقات بمنظمات وجمعيات وأجهزة مختلفة ذات طابع آخر، أيضا لمّا توطّدت معاملتها مع العديد من المؤسسات العالمية ذات الصبغة الخاصة والحكومية، ما انعكس إيجابا على طبيعة عملها الذي صار حاضرا في العديد من قرارات الدُوّل ولصالح الطبقة الهشة في الحروب. فطبيعة عمل المنظمات الإنسانية ليست حبيسة منطقة دون أخرى بل لا تكاد أي دولة متضرّرة من النزاع منه، لما لهذه المنظمات من الناحية الشكلية من مشاكل تواجهها أثناء تأدية وظائفها بصفة مسترسلة ودائمة، وقد عقبت المشاكل بحلول سلسة مقترحة من قبل بعض المختصين والخبراء القانونيين الدّوليين عمدوا فيها إلى تدارك الوضع، أمّا إفراد أفراد هذه المنظمات "المغيثين" بدراسة كافية شاملة مستفيضة تبحث الأقسام والمهامّ والحقوق والواجبات للمغيث، فلكون هذا الأخير يُمثّل العملية المحورية لجهود المساعدات الإنسانية، كما يلزم تقييم جهود هذا العمل الإغاثي حتى يُتوّج النظري ببوادر الميدان وتطبيقاته، وذلك من خلال تكييف جزاء القيام بمهمّة الإغاثة وبحث دوافع العمل الإنساني والمبادئ الأساسية والمشتقة والتنظيمية المنظمة له،