فالنجاح ابن الصبر، ويدفعه نحو حلمه في كل ساعة وكل دقيقة ليحقق أهدافه ويشعر بلذة النجاح. أمّا فوائده على الفرد فتتمثّل بتسهيل طريق النجاح أمامه، فالإنسان الطموح مشغول دوماً في تحسين قدراته، بالإضافة إلى أنّه ما يجعل الإنسان يشعر بقيمة نفسه هو العمل، وتحقيق الرسالة التي خلقنا المولى عزّ وجل من أجلها، وبالتالي فهو يولّد في الإنسان مشاعر الإنجاز، 3- أمّا بالنسبة للمجتمع فالطموح أساس رقيّه، والاكتشافات الجديدة! أليس هو السبب في العديد من محاولات النجاح بعد الفشل؟ وخير دليل على ذلك اختراع العالم أديسون للمصباح الكهربائي بعد تسع وتسعين محاولة فاشلة، والطموح هو ما يبعد أفراد المجتمع عن الآفات التي يسببها الفراغ والبطالة، فيغدو المجتمع مجتمعاً عاملاً منتجاً يشبه في نشاطه خلية النحل. فالطموح أمر نبيل يجب أن تكون مساعيه نبيلة مثله، وهو لا يتضارب مع المنافسة الشريفة بل على العكس هو وقودها الذي يحرّك كل فرد للإبداع والإتقان والتنافس مع زملائه لتحقيق الأفضل، فما دمت على قيد الحياة عليك أن تتعب وتثابر، فإذا أخطأت لا توجه اللوم للآخرين أو تعلق مشاكلك عليهم، ولا تبكِ على اللبن المسكوب، بل اجمعها وابن منها سلماً ترتقي به إلى النجاح، فقد تكون على بعد خطوة واحدة من الأمل المرجو والحلم الذي شكلته في ذهنك، وامسح من قاموسك كلمة "إنّي مشغول"، فلماذا لا تخطط لقادم الأيام ومستقبل الزمان؟ لماذا لا تضع خطة لحياتك لمدة سنة أو سنتين أو حتى خمس أو عشر؟ لماذا تردد كلمة "لوقته فرج"، لا تيأس فاليأس ليس من أخلاق ذوي العزم، أسعَ لتحقيق ذاتك وهدفك في هذه الحياة، فكل حلم قد حققه من قبلك كان حلماً يوماً ما، وأن تعمل لأجلها ليل نهار حتى تتحقق، ولا تكل ولا تمل فالأهداف الكبيرة لم تُخلق ليحققها كل الناس، ومنفعة وطنك نصب عينيك لتكون أهدافك ميمونة، وقد صدق الشاعر المتنبي حين قال: عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ // وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ