هذا الفصل يتناول مسائل "إنما" ومواقعها. يذكر المؤلف قول النحويين في آية "قل إنما حرم ربّي الفواحش"، فالمعنى "ما حرم ربّي إلا الفواحش"، مستشهداً ببيت شعر للفرزدق. ويوضح أنَّ "إنما" قد تكون إيجابية أو سلبية، وأنَّ فصل الضمير مع "إلا" حمل على المعنى. كما ينقل قول الزجاج في آية "إنما حرم عليكم الميتة"، موضحاً أنَّ "ما" تمنع "إن" من العمل، والمعنى "ما حرم عليكم إلا الميتة". يُبيِّن المؤلف أنَّ "إنما" تُثبت ما بعدها وتنفي سواها، لكنَّه يُشير إلى أنَّ هذا لا يعني أنَّ "إنما" و"ما إلا" مترادفتان تماماً، فليس كل ما يصلح فيه "ما إلا" يصلح فيه "إنما"، مثال ذلك آية "وما من إله إلا الله". يُضيف أنَّ "إنما" تتطلب خبراً لا يجهله المخاطب ولا يُنكره، مستشهداً بآيات قرآنية وأبيات شعرية توضح ذلك، مثل قوله تعالى "إنما يستجيب الذين يسمعون". ويُفرّق بين استخدام "إنما" في المدح الثابت والمعلوم، وبين استخدام "ما إلا" في الإنكار أو الشك، مثال ذلك "ما هو إلا زيد". ويُوضح أنَّ استخدام "إن" و"إلا" بدلاً من "إنما" يكون عندما يُراد إثبات أمرٍ يُنكره المخاطب، مستشهداً بآيات قرآنية، مثل آية "إن أنتم إلا بشر مثنا". وختاماً، يُؤكد المؤلف أنَّ اختيار "إنما" أو "إن إلا" يتوقف على سياق الكلام ومدى معرفة المخاطب بالخبر.