مقدمة ‎يشكل الأحداث نسبة لا بأس بها في أية مجتمع، وهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين السابعة والثامنة عشرة في معظم دول العالم، والحقيقة أن الاهتمام العلاجي والوقائي والتأهيلي لهذه الشريحة ظاهرة جديدة من حيث القانون، وقد بدأت في التاسع عشر في معظم الدول الغربية، أما في الدول العربية فهي تعود إلى عشرينات القرن الماضي في بعض الدول العربية مثل مصر، لكن معظم الدول العربية أبدت اهتماماً بها كون نسبة صغار العمر تشكل حوالي ثلث المجتمع، أضف إلى ذلك توقيع الدول ‎العربية على المواثيق والمعاهدات المتعلقة بهم. ‎غالباً ما تستخدم مناهج علاجية محددة للتعامل مع انحراف الأحداث سواء في الوقاية والضبط أو العلاج، وسوف نلاحظ أن هذه المناهج قد اعتمدت على نظريات محددة في علم النفس أو علم الاجتماع، وفي أحيان كثيرة سوف نجد أن هنالك خلطاً بين العلمين السابقين وأقصد هنا العلاج الفردي والجماعي وسوف نجد أن هنالك من رأى أن العقاب أحد المناهج العلاجية الفعالة، فالعقوبة وإيقاع الألم ‎سوف تردع الفرد وغيره. ‎أي الردع العام والخاص من القيام بالأفعال الجرمية مستقبلاً، ولا أرى هنا أن مثل هذا المنهج العلاجي جدير بالاهتمام والحديث، فالردع بشكل عام لم يحقق أي انخفاض في وقوع الجرائم عالمياً، وبالتالي فالمنهجين الرئيسيين السلاح الأحداث مما الفردي والجماعي كما ذكرت. أما الأشخاص الذين يقومون بالعلاج فغالباً ما يكونوا من مثل علم النفس وهم على الأدلب من انصار العلاج الفردي بالمقام الأول، وأيضاً علماء الاجتماع والخدمة الاجتماعية الذين يفضلون المنهج الجماعي عله من الجدير بالذكر القول هذا أن المخصصين في الخدمة الاجتماعية وهي الذراع العملي للعلم الاجتماع قد يخلطون في علاجهم ما بين علم النفس وعلم الاجتماع معاً. وقد يركز علم الاجتماع على ما يسمى بالهندسة الاجتماعية، وأعني هنا وتالياً سوف أستعرض أربعة عشرة أسلوباً علاجياً يتحدث عنها عالم الجريمة تراجنوز (1973 , Trojanowicz) من مدرسة العدالة الجنائية في جامعة ميتشغان 1973 وهي كما يلي: العلاج النفسي، وحالات العمل الاجتماعي والعلاج الواقعي والتحاليل التحولية والإرشاد المهني والعلاج السلوكي والتدخل في الأزمات والإرشاد الجماعي والفردي والعلاج الجماعي، والعمل الجماعي الاجتماعي، والتحليل النفسي العلاجي، والعلاج النشاطي، والتفاعل الجماعي المرشد والعلاج البيئي. العلاج النفسي Psychotherapy يعتمد هذا المنهج العلاجي على نظريات التحليل النفسي والطلب النفسي ويمكن تعريفه بأنه ذلك المنهج أو الأسلوب العلاجي لتخليص الشخص من المشاكل العاطفية والشخصية من خلال وسائل نفسية، وبالتالي يمكن القول أن هذا الأسلوب العلاجي يتصدى للأعراض أو الأنماط السلوكية والتي تؤثر سلباً في السلوك. غالباً ما يأتي الأحداث المنحرفين من أسر متسلطة أو سلطوية حيث تكثر المشاجرات والرفض والمعاملة السيئة، وهنا نجد الحدث يعمم هذه التجربة العائلية على رموز السلطة في المجتمع فتبدأ مشاكله، ومن هنا يمكن القول أن مهمة المعالج النفسي تتمثل في قضيتين أساسيتين وهما الثقة بين الحدث والمعالج وإشباع حاجات الطفل، فالمعالج يمثل شخصية الأب ولكن ليس السلطوية، بل تلك الشخصية التي تقبل بالحوار وحتى الاختلاف من أجل أن يطور كما ذكرت نوعاً من الثقة مع الحدث، وهنا يكتشف الحدث أن ليس كل البالغين أو الآباء يتمتعون بالشخصية نفسها، فتحدث عملية التحول في اتجاهاتهم وقيمهم نحو البالغين، وهكذا نجد أن هنالك عملية تغير في سلوكاتهم. من المهم أن تشير شخصية المعالج نفسه والذي يجب أن يتميز بالصبر والصدق والأسلوب المباشر وكذلك وضعه النفسي والعاطفي السليم خوفاً من انعكاس ذلك على شخصية الحدث أو العميل، ومن المهم أيضاً أن يعرف المعالج أو المرشد إلى هؤلاء الأحداث وخاصة في أواخر المراهقة المتوسطة يميلون إلى الإثارة والعيش في الخيال من أجل خلق شخصية لهم معتبرة، وسوف نجد أنهم ينكرون المشاكل والأحداث السيئة في حياتهم وكذلك يتجنبوا الواقع السيئ ومتطلباته، وهنا على المعالج مواجهة الحدث بالواقع وبشكل موضوعي من أجل تجسيد هذه المشاعر الخيالية غير الصادقة والواقعية، ومن أجل ذلك نجد أن سلوك تحدث وكذلك خبراته الجديدة قد تدفع به نحو التغيير وهنا لابد من الإشارة إلى تجنب العقاب أو حتى التهديد به من قبل المالح كون هذا الأسلوب عقيم وغير مجدي وقد يكون ذا مردود سلبي أي يقتنع الحدث بأنه عاجز وغير قادر على تحمل المسؤولية والمشاكل وبالتالي يجب أن يكون المعالج واقعي ويعرف الحدث بسلوكاته غير المقبولة في بيئته، وهذا يسبب له المشاكل وعدم القبول من الآخرين. باختصار نجد أن هذا الأسلوب العلاجي والمعتمد على نظريتي التحليل النفسي والطب النفسي، قد تم تبنيه في العلاج وإحداث التغيير الإيجابي في سلوك الأحداث، وذلك بعد عمليات تقييم لمشاعرهم وخبراتهم، محاولين معرفة العمليات الإدراكية وتقديم بدائل إيجابية سلوكية، وبالتالي نجده يسهل من عمليات حل الصراع وإجراء التكيف المقبول اجتماعياً، وقد يمثل المعالج العديد من الشخصيات البالغة في حياة الحدث وخبراته الماضية، وهنا يقدم المعالج خبرة جديدة وإيجابية من اجل تعميم ذلك من قبل الحدث على الآخرين في مجتمعه ومن شأن هذه الاتجاهات الإيجابية الجديدة أن تكون ذات آثار إيجابية على سلوك الحدث مستقبلاً. وأخيراً يمكن القول أن هذا الأسلوب العلاجي ما هو في الحقيقة إلا محادثة بين المعالج والحدث، حيث يحاول المعالج أن يربط خبرات الحدث وأفكاره واتجاهاته ومبرراته السلبية والإيجابية من أجل وضع واقتراح حلول مستقبلية، وما على المعالج أيضاً إلا العمل على خلق جو مريح وموضوعي وصادق من أجل إحداث التغيير المنشود. -2- الحالة الاجتماعية Social Csseyre يرى بول تابان 1960 Tappen أن هذا الأسارب العلاجي غالباً ما يتعامل بشكل مباشر مع الأفراد الذين يعانون من سوء التكيف من أجل تحديد نوع المساعدة التي يحتاجونها لإجراء عمليات التكيف المرغرية وبالتالي فإن دراسة التاريخ الاجتماعي للحدث وأسرته وعلاقاته مع أقرانه وأصدقائه والحي الذي يعيش فيه مسألة في غاية الأهمية، وينصب عمل هذا الباحث الاجتماعي أو الخدمة الاجتماعية على تطوير علاقات إيجابية مع الحدث من أجل حل المشاكل التي يعاني منها، وغالباً ما يصطدم باحث الخدمة الاجتماعية بمقاومة هذه المحاولات من قبل الحدث وربما حتى أسرته وبالتاني نجد أن ذلك ينعكس على محاولاته المتكررة وهنا لابد للباحث من التخلي عن الأسلوب السلبي في مواجهة المشكلة والتحول نحو الأسلوب العدواني وأقصد هنا مواجهة الحدث وأسرته بالمشاكل الواقعية التي يعاني منها بشكل مباشر وموضوعي، وهذا يدفع بأسرة الحدث أن تشترك في عمليات حل المشاكل والعمل على اتخاذ قرارات واقعية من قبل تحمل المسؤولية، وإذا لم تفلح المحاولات السابقة للباحث الاجتماعي، بحيث تكون البديل عن الأسرة، ولنا أن نتخيل أو نفترض وجود علاقة غير حميمة ما بين الطفل وأسرته وأجهزة العدالة الاجتماعية، أي عدم وجود التعاون بين الطرفين، وخاصة إذا كان الحدث غير خطير ومكرر للانحراف ينطلق هذا الأسلوب العلاجي من المسلمة القائمة أن كل الأفراد لديهم عاجات معينة ولكن البعض لا يستطيع إشباعها، وهكذا يمكن أن يتصرفوا بشكل غير مقبول ومسؤول أي يمكن تعريف هذا الأسلوب بأنه أحد أشكال الإرشاد الذي يؤكد على أهمية تحمل المسؤولية عن الأعمال أو السلوكات التي تقوم بها، وهكذا تتضح مهمة المعالج أي دفع الفرد إلى تحمل المسؤولية والامتناع عن ارتكاب السلوكات المنحرفة، وبغض النظر عن وجود أسرة مفككة أو بيئة سيئة، فالفرد مسؤول عن أفعاله، ويرى ويليام جليسر 1985 Glasser) وهو رائد هذا الأسلوب العلاجي أن على كل من يتعامل مع الأحداث اتباع هذا الأسلوب الواقعي والذي يبتعد عن هدر المال والوقت في إجراء الاختبارات واستخدام المصطلحات النفسية، وكل ما يحتاجه المعالج هو تدوين بعض الملاحظات المتعلقة بالمسؤولية، ويرى أن الحدث إذا فشل في تحمل المسؤولية، فهذا دليل على عدم قدرتنا في دفعه للقيام بذلك. فهذا لن يغير من الأمر شيئاً، أي أننا لا نستطيع تغيير الماضي، بل وكما يقول قد نبرر سلوك الحدث بناء على ماضيه، ويقول أن هكذا مدخلات تحتم مثل هذه المخرجات ولنفترض أننا استطعنا تعديل السلوك الجالي بشكل إيجابي ومقبول فهذه النتيجة تدخل أسطورة الماضي وتحكمه في سلوكنا الحاضر، أي إذا تعلم الحدث الإمتناع عن ارتكاب السلوك المنحرف، فإن ما يسمى النزعات والغرائز والدوافع والعبرات الماضية التي تسببت في حدوث السلوك المنحرف تبقى كنتيجة للسلوك الجديد المقبول اجتماعياً علاوة على ما سبق: يؤكد هذا المنهج أو الأسلوب العلاجي على أن عدم السعادة أو البؤس الذي يشعر به الجانح كنتيجة لخبراته السيئة يتمثل في عدم تحمله المسؤولية في المقام الأول: وليس نتيجة حتمية للخبرات الشخصية والبيئية الماضية. من الواضح أن هدف هذا الأسلوب العلاجي يتمثل في جعل الفرد يتحمل المسؤولية في المجتمع، وعادة ما يبدأ المشوار العلاجي بإقامة علاقات إيجابية بينه وبين المعالج، أي أن يتعامل المعالج مع الحدث بشكل مسؤول من أجل بناء الثقة بين الطرفين، ومن شأن ذلك أن يخلق نوع من القوة عند الحدث، فالتفاعل بينهما يجب أن يكون مبني على الصراحة والثقة وتحمل المسؤولية ويتوقع المعالج من الحدث الانصياع للقواعد الاجتماعية والقوانين وهذا لا يعني رفضه أو توبيخه إذا ما فشل في ذلك، بل على المعالج أن يوضح له طبيعة الموقف وكذلك الظروف السلبية المحتملة والتي ساهمت في ذلك، وهذا لا يعني الانسياق وراء الأسباب، فما هو مهم المشاكل الحالية، فعلى المعالج تجنب أسئلة مثل لماذا قمت بذلك؟ فكثرة الأسئلة عن الأسباب تؤدي إلى خلق الأعذار والمبررات، والمطلوب هو الدعم الاجتماعي دائماً والتشجيع على السلوك الإيجابي المقبول. لقد أثبت قليسر وبناءً على أبحاثه الميدانية نجاعة هذا " الأسلوب في مؤسسات رعاية الأحداث وحتى في إطار الأسر والمحاكم. من الانتقادات التي توجه إلى هذا الأسلوب العلاجي هو البساطة المفرطة في السلوك الإنساني، فقد لا يستطيع الحدث تلبيتها، أضف إلى ذلك أن هنالك الكثير من المعالجين من ذوي التخصصات المختلفة كالخدمة الاجتماعية والتحليل النفسي والتعلم والمدرسة السلوكية، وأقصد هنا غياب الاتساق في معالجة الأحداث، بل منالك أناس يوقفوا بالعقاب كوسيلة علاجية 4- التحاليل الإجرائية transactional ansiyals يمكن استخدام هذا الأسلوب العلاجي مع الأفراد والجماعات، فهو يهتم بعمليات التقييم والتفسير للعلاقات بين الأشخاص وكذلك بين العمل وبيئته، وفي هذا المجال يقول بيرن (1961) Berme) رائد هذا الأسلوب أن هذا المنهج يشبه اللعبة أو التسلية فمعظم ما يدور بين الطرفين فيشبه اللعبة بقواعدها المعروفة. يعتمد هذا الأسلوب على أربعة افتراضات أساسية وهي كما يلي: 1- تتألف العلاقات الإنسانية من أفعال تنافسية للمناورات الاجتماعية والتي تعمل كوظائف دفاعية وهي تتيح عمليات الإشباع المهمة ويمكن تسمية تلك العمليات بالألعاب Games". ب يمكن ملاحظة ثلاث حالات من وضع الذات وهي الطفل وبقايا من الماضي الطفولي والوالد، وهذه الحال من الذات يكتسبها الفرد من خلال الوالدين، والبالغ ) وهو ما يسمى الذات الناضجة والمسؤولة. ج - ترى كل ذات الأمور بطريقة مختلفة، أي أن الواقع يختلف باختلاف حالة الذات، فالطفل غير منطقي والوالد يصدر الأحكام والبالغ يرى الأمور بشكل شمولي بناءً على الخبرات السابقة. د تعمل الحالات الثلاث من الذات باستمرار كرد فعل نحو حاجات الشخص والألعاب التي ينغمس فيها في زمن ما. من الواضح، وبناء على ما سبق أن الهدف الرئيسي لهذا الأسلوب العلاجي يتمثل في معرفة الألعاب أو الحيل الذي يستخدمها العميل (الحدث ودعم وتقوية المكون الرجولي أو البالغ من الشخصية أو استبدال المكون الطفولي غير الناضج وعلاوة على ذلك تخفيض الأحكام الذاتية للمكون الأبري. عادة ما يبدأ المعالج بتشخيص الحالة بناء على نظرة الحدث والكلمات المستخدمة والإيحاءات والأصوات وكذلك وجود الوشم والملابس، وذلك من أجل تحديد وضع الأنا، وهي كما هو معروفة مسؤولة عن الاضطرابات والسلوكات غير المقبولة، أي في حالة ضعف للسيطرة على تهور الهو ومثالية الأنا الأعلى، وقد يكتشف المعالج أن هذا المراهق متهور وغير ناضج، وبالتالي يقع في المشاكل، أن ما يدور بينهما يشبه ممارسة لعبة معينة، وبالذات ما يقوم به الحدث من أفعال طفولية، علماً أن هذا الأسلوب قد يستخدم أيضاً مع البالغين، إن سلوك هذا الطفل الباحث عن الإثارة والمتعة والأعمال غير الهادفة في المجتمع يعود إلى المكون الطفولي ودليل عدم نضج، وسيكون ذلك بعد التفسير والتشخيص والعلاج، وهنا لابد من القول ان الحدث قد يقاوم ويعمد إلى التخريب والتمرد والثورة، إلا أن العلاقة الأبوية مع المعالج، أو علاقة البالغ مع البالغ، بحيث يتعلم من المعالج كيفية التخلص من السلوكات غير المقبولة وذلك بناء على التحليل الإجرائي الذي تعلمه من المعالج وبكلمات أكثر دقة، يجب على الحدث أن يتعلم كيفية عمل مكونات الشخصية الثلاث الهو والأنا والأنا الأعلى)، وقد يقرب المعالج الصورة أكثر للحدث من خلال الحديث عن نفسه وكيف أن لديه مكون عافولي وأبوي وبالغ، وهنا يستطيع الحدث تقييم سلوكه بمفرده على هو علقولي التوجه أم أبوي أو بالغ، وعلى سبيل المثال إذا ما اكتشف ان سلوكه مالفولي يمكن أن يستبدله بسلوك بالغ أو أبوي مقبول Vocational Counseling الإرشاد المهني واضح من التسمية أن هذا الأسلوب ليس علاجياً، ولكنه يركز على اختيار المهنة المناسبة للحدث وذلك بعد دراسة قبوله ورغباته وكذلك معرفة تلك الوظائف أو المهن المتوفرة في المجتمع، وهذا كما يرى أيضاً هذا الأسلوب عملي أكثر، بدلاً من إهدار الوقت في عمليات التشخيص والتقييم والاختيارات علماً أنه يمكن إجراء اختيارات معينة هنا من أجل معرفة طبيعة المهنة التي يود الحدث الالتحاق بها وعندما يلتحق الحدث بالعمل يجري تقييم الموقف ولكن بشكل واقعي أكثر، كون الحدث في البيئة الواقعية وهكذا يمكن إجراء تقييم لسلوكه وأفعاله، وإذا ما كان هناك مشاكل معينة يمكن العمل على حلها، وربما يغير العمل من سلوكاته بناء على تفاعله مع الآخرين من العاملين أو حتى المسؤولين عنه، وربما وجد في بيئة العمل شخص ما يصبح له مثالاً إيجابياً في حياته ويستطيع الحدث بناء على هذا النموذج أكثر مقدرة على حل مشاكله الشخصية. 6- الدليل المهني Vocational Guideo وبالتالي يمكن استغلال طاقات الشباب اليافعين في أشياء تعود عليهم وعلى أسرهم وبالتالي مجتمعاتهم بالمنفعة بدلاً من إهدار طاقاتهم في أشياء أو سلوكات سلبية تعود على الجميع بالضرر، ومن هنا يأتي تركيز المعالجين على إكسابهم المهارات والقدرات من خلال التجارب أو الاجتماعات الدورية وخلال تلك الاجتماعات يشترط عدم إيذاء الآخرين أو تخريب الممتلكات ويتم فيها، أي الاجتماعات مناقشة المشاكل التي تعترض المراهقين أو الأحداث وعلاقاتهم بزملائهم ومشرفي العمل، أي مناقشة كل ما يتصل بالعمل من مهارات وقدرات وعلاقات اجتماعية والواجبات الملقاة على عاتقهم وحقوقهم وغير ذلك. وهكذا نلاحظ أن الإرشاد الفعال والنشيط يستطيع من خلال تلك الندوات الجماعية أن يستغل الجماعة في إيجاد الحلول والمقترحات والبدائل التي يمكن أن يختارها الحدث من أجل تجاوز المشاكل التي تعترضه بحيث يستطيع أن يسلك سلوكاً تكيفياً جديداً في بيئته، والخبرات والإشراف المباشر أثناء العمل كل ذلك كفيل بتغيير السلوك نحو الأفضل وعليه نلاحظ أن الإرشاد المهني والدليل المهني يعملان معاً ليس فقط في التأهيل ولكن أيضاً في الوقاية من الانحراف. 10:05 204 Kızım 18 Photos 2:09 PM Bahnviou Modification 7- تعديل السلوك منالك العديد من النظريات في علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الجريمة التي ترى أن السلوك الإنساني متعلم ومكتسب بشكل أساسي، وهكذا فإن السلوك غير الاجتماعي أو المنحرف يمكن الناؤه وذلك من خلال عمليات تعلم اجتماعية جديدة يصاحبها الثواب للسلوك الإيجابي والعقاب للسلوك السلبي، وقد ذهب سكن في كتابه ما وراء الحرية والكرامة أنه يمكن التحكم بكل السلوك الإنساني تيماً لهذين المبدأين. وحتماً قد بالغ في ذلك. عادة ما يبدأ تعديل سلوك الطفل أو الحدث من الأسرة والتي تكافئ السلوك الجيد وتعززه وتعاقب السلوك السلبي وهنا لا أعني استخدام العنف بكافة أشكاله ولكن ربما منعه من قضاء وقت مع أصدقائه أو السهر متأخراً، والأهم من ذلك هو وجود نوع من الاتساق بين الوالدين في تربية الأبناء، إذ لا يجوز أن يمنع الأب أو يعاقب وتسمح الأم بذلك، فعدم الاتساق هذا يولد نوعاً من الشك والحيرة لدى الفتي ومن المعروف في مجتمعنا العربي أن الأم هي المسؤولة عن انحراف أبنائها دائماً وهي التي يقع عليها اللوم، وربما كان هذا الكلام صحيح جزئياً في الماضي قبل عمليات التحديث وخروج المرأة للعمل. لقد تم تجريب برامج التعديل السلوكي على الكحوليين ومدمني المخدرات والأحداث ولم تحقق نجاحاً يذكر مع المجموعتين الأوليتين، بينما حققت بعض النجاحات الجزئية مع الأحداث وبالذات في مؤسسات تربية وتأميل الأحداث وفسر ذلك بناء على الجوائز التي يحصلون عليها، ولكن عندما يعودون إلى بيئتهم تجدهم يعودوا إلى ممارسة السلوكات غير الاجتماعية مرة أخرى. ‎التدخل في الأزمات Crisis Intervention ‎قد يمر الحدث بمشكلة أو أزمة ما فيعبر عن هذا الإحباط بشكل عدواني ضد الآخرين في المجتمع ومعرفة المعالج بالموقف أو علمه به وتدخله العاجل قد يفيد في حل المشكلة، وأضرب مثلاً على ذلك طالب حدث) ضرب زميله في المدرسة أثناء الفرصة، وهنا يتدخل المرشد وقد يتخذ عدة مواقف فيمكن أن يتجاهل الموقف أو يعاقب أو أن يحاول حل المشكلة من خلال الحوار والإرشاد ومحاولة حل المشكلة بطريقة علمية تضمن عدم التكرار، وقد لا يشعر بالذنب والقلق نتيجة فعلته وبحيث يصبح من الصعب تعديل سلوكه، والحقيقة أن القلق وهو شرط ضروري للنجاح ولكن ليس بشكل خطير ومرتفع، والموجود في الموقف يمكن استخدامه كدافع وقوة للتغيير الإيجابي، وبالتالي يمكن القول أن التدخل العاجل في الأزمة يساعد على حلها ومنع تفاقمها، فالإرشاد والتدخل الفعال يساعد الحدث على تطوير أساليب تقاوم ‎الإحباط وتجنبه السلوك العدواني ضد الآخرين. ‎هنالك تجارب في الصين ولكنها ليست للأحداث، ففي كل حي هنالك مجموعة منتخبة من الناس مباشرة، وغالباً ما يكونوا من المتقاعدين، وإذا ما وصل إلى مسامعهم وجود مشكلة ما بين جارين يذهبوا إلى المكان فوراً ويجمعوا الأطراف ويقترحوا الحلول التي ترضي الطرفين، ‎الصين الإرشاد الفردي والجماعي dirid in sad Group Counseling يمكن القول أن الإرشاد الفردي من أكثر الأساليب استخداماً وانتشاراً في مؤسسات رعاية الأحداث في العالم، وربما يعود سبب ذلك إلى انتشار الاكتئاب بين الأحداث في المؤسسات، وهذا الأسلوب العلاجي لا يهدف إلى تغيير شخصية الحدث بل يحاول أن يساعد الحدث في معرفة مشاكله وحلها بنفسه، ويمكن وضع كل من العلاج النفسي والعلاج الداخلي وتعديل السلوك تحت هذا المسمى وقد سبق وأن تحدثت عنهم جميعاً، وهو بشكل عام يقوم على الدعم وإعادة التعليم. أما بالنسبة للإرشاد الجماعي، وهو أيضاً من الأساليب الواسعة الانتشار في مؤسسات الرعاية والتأهيل، حيث تطرح المشاكل والخبرات والاهتمامات أثناء الحوار في الجلسات المفتوحة حيث لا يشعر الفرد بأنه متهم ويدافع عن نفسه، وله كل الحرية في التحدث بصراحة، ومهمة المرشد تتمثل في تمكينه من الحديث الجاد وليس دوراً قضائياً أو اتهامياً أو انتقامياً. وقد لا يستفيد من هذا الأسلوب بعض الأحداث الذين يتميزون بشخصية سلبية وضعيفة ومعتمدة. ومن أشهر الأساليب المستخدمة في هذا المجال لعب دور الآخر ومي القضايا التي تحدثت عنها نظرية التفاعل الرمزي وبالذات توماس وغوفمان وغيرهم . ومثال على ذلك إذا كان الأحداث يشكون من سوء معاملة موظفي دار الرعاية والتأهيل وهنا يتم اقتراح أن يلعب الأحداث دور الموظفين والمشرفين أي تمكنهم من رؤية تلك المشاكل التي يتحدثوا عنها من وجهة نظر المسؤولين والذين يهمهم إلى حد كبير الحفاظ على احترام القوانين والأنظمة والتعليمات وكذلك تنفيذ البرامج المقررة وكذلك حمل الموظفين أيضاً على رؤية المشاكل من وجهة نظر الأحداث، وهكذا ونتيجة لهذه الاجتماعات المشتركة بين الطرفين يتطور الفهم المتبادل لما يعانيه كل طرف وكذلك ما هي الوسائل المقترحة للحد من المشاكل. -10- العلاج الجماعي Group Therapy هنالك صعوبة بل وحيرة أحياناً تكتنف التعريف ببعض الأساليب العلاجية ومنها العلاج الجماعي والإرشاد الجماعي والعلاج النفسي الجماعي ودليل التفاعل الجماعي وعمل الجماعة الاجتماعية، ولكن يمكن أن نقول أن القاسم المشترك لهذه الأساليب يتمثل في وحدة العلاج والإرشاد والنصح وهي الجماعة، علاوة على ذلك يمكن التمييز بينها بناءً على مقدم الخدمة ولكن مثلاً نلاحظ الخلط بين علاج الجماعة وعلاج الجماعة النفسي، ويرى جازدا (1968) Gazda ) أن علاج الجماعة هو مجموعة العمليات العلاجية المكثفة مقارنة بالمناهج الأخرى، وبما أن غالبية اعتداءات أو انحرافات الأحداث تقع ضمن الجماعة، فلذلك نقول في علم الاجتماع الجريمة ظاهرة اجتماعية أو الانحراف الاجتماعي، فيعتبر بعض العلماء أن أفضل وسيلة علاجية يجب أن تكون ضمن الجماعة، والجماعة هنا يمكن أن تمارس الضغوط على الأفراد من أجل منعهم من ارتكاب سلوكات منحرفة، وقد تكون الأساليب العلاجية القائمة على الثنائية ومثال ذلك المعالج النفسي أو الباحث الاجتماعي مع الحدث بشكل مباشر مهدداً للحدث نفسه، وقد يكون في وضع مريح نفسياً عندما يكون مع أقرانه، ومع ذلك فقد رأينا أن هنالك رفضاً للعلاج الفردي وهذا ينطبق على العلاج الجماعي ومثال على ذلك قد تجد بعض المراهقين يرفضون الكلام وآخرون يبررون ما تم القيام به، وهنالك شخص قيادي قد يبرز بين المجموعة بحيث يصبح مرجع الجميع، ومع ذلك ومع براعة المعالج وبروز أو ظهور مراهقين آخرين يتحدثون عن مشاكلهم وبالتدريج يصبح نالك نوعاً من الارتياح والشعور الحقيقي بمناقشة المشاكل التي تواجههم أي أن العصوية عادة ما تكمن في مرحلة البداية أو المتوسطة أو الوسطى، وهذا لا يعني أن كل جلسات العلاج الجماعي تسير وفقاً لمجموعة من المراحل، فهنالك دائماً عشرات أو مشاكل تبرز خلال عمليات العلاج الجماعي، وهذا أيضاً يتوقف على مهارات وقدرات وخبرات المعالج إلى حد كبير وكذلك المجموعة العلاجية. ومن إيجابيات هذا الأسلوب العلاجي أنه اقتصادي فبدلاً من علاج شخص بمفرده وهذا يعني الجهد والمال: نجده يعالج مجموعة من الأفراد، إضافة إلى ذلك الدعم الذي يتلقاه الفرد من المجموعة والذين قد يكون بعضهم لديه التجربة نفسها. وأخيراً يمكن أن تحل المجموعة المشكلة بشكل فعال أكثر من الفرد، وأما سلبيات هذا الأسلوب العلاجي فتتمثل في أن بعض المكررين للانحراف قد يؤثروا سلباً على المبتدئين أو غير المكررين، فيتعلموا منهم أساليب جديدة في ارتكاب الجريمة، وأخيراً قد يكون بعض الأفراد بحاجة إلى علاج فردي وليس جماعي وبذلك يكون بحاجة إلى انتباه وتفريد علاجي، وهذا لا يوفره هذا الأسلوب من العلاج.