ويهدف هذا المقال (1) إلى توضيح ثنائية اللغة الحضارة والمشكلات الرئيسة التي ترتبط بترجمة الظواهر ذات الخصوصية الحضارية. وتعد الترجمة في هذا الإطار ظاهرة للتواصل بين الحضارات لذا يجب على المترجم التمكن من حضارة لغتي المصدر والهدف علاوة على إجادته للغتين. وفي هذا الصدد تمثل ألفاظ الحضارة إشكالية للمترجم ويقصد بها العناصر المعجمية التي تشير إلى أشياء مادية ذات خصوصية حضارية تنتمي للغة بعينها، وغالبا ما يتم اللجوء إلى آلية النقل الصوتي لترجمة ألفاظ الحضارة ذات الخصوصية الإثنوجرافية وهي الفاظ شائعة في بين القصرين، أما النحت عن طريق الترجمة فهو العملية التي يتم فيها إعادة إنتاج العناصر الأجنبية من النص المصدر إلى النص الهدف، وقد لجأت كليليا سارئيلي تشركوا إلى النحت حيث ترجمت حرفيًا العناصر التي ترتبط بالحياة المصرية وثقافتها الروحانية الدينية. وقد تكون الترجمة التفسيرية حلا مناسبا أمام بعض المفاهيم والمواقف غير المفهومة للمتلقي، ومن الجدير بالذكر فإن هناك عشرات السنين التي تفصل بين صدور بين القصرين عام ١٩٥٦ وترجمة كليليا سارئيلي تشركوا للرواية إلى الإيطالية وصدورها عام ١٩٩٦. قد تمثل الفترة الزمنية التاريخية الفاصلة بين النص الأصلي والترجمة صعوبة للمترجم حين يجد نفسه أمام عناصر حضارية اندثرت، وتمثل العامية المستخدمة في النص الأصلي إشكالية في اختيار المكافئ لها ويطرح ذلك تساؤلاً عن العامية التي يجب اختيارها في الترجمة، وفي هذا الإطار قامت كليليا سارنيلي بتبني آلية التغريب النقل الصوتي والتوطين التعميم مع إمكانية إضافة تفسير في الهامش أسفل الصفحة. لذا يجب ألا يغفلها المترجم في ترجمته، تبنت كليليا سارنيلي آليات وطرائق مختلفة للتغلب على الصعوبات الناجمة عن الاختلافات الحضارية وقد حاولت المترجمة الحفاظ على الطابع المحلي للنص الأصلي لذا اتبعت في معظم الأحيان ما يسمى بـ«الترجمة الدلالية التي تهدف إلى الاحتفاظ بالمعنى السياقي للنص الأصلي مع الالتزام بالبنى الدلالية والنحوية، وقد نجحت كليليا سارنيلي في إيجاد حلول متنوعة مقبولة لترجمة ألفاظ الحضارة وكنية الخطاب والعناصر الحضارية التي تنتمي إلى حقبة الماضي واللهجات والتراكيب المستخدمة فيها والأمثال والصور البلاغية والشتائم، وقد تم استخدامه في نطاق محدود للغاية في ترجمة كليليا سارنيلي.