وخلق معه غريزة حب الاستطلاع، والبحث والتطلع لمعرفة كل ما هو جديد، من أجل الاطمئنان إلى البيئة، وعرف اللغة والكلام، نشأت عنده حاجة لأن يقول للآخرين ما يعمل، فكان لابد من إيجاد وسيلة للتعبير عن آرائه، بمعنى نقل الأخبار، قديمة قدم الدنيا وليست النقوش الحجريـة في مصر والصين وعند العرب الجاهليين، إلاّ ضرباً من ضروب الصحافة في العصور القديمة. كانت نوعاً من النشر أو الإعلام أو الصحافة القديمة. وكان هذا اللون من القصص كثير التداول بين الناس يعمر طويلاً، وينتقل من جيل إلى جيل، على صورة القصص الشعبي، ولو صح ما قاله المؤرخ يوسف فلافيوس أنه كان، مؤرخون مكلفون بتسجيل الحوادث، في كتابه "تاريخ الكلدانيين"، كظاهرة اجتماعية قديمة جداً، ويقال أن الصحافة بدأت في صورة الأوامر، التي كانت الحكومات توفد بها رسلها مكتوبة، وكان لهؤلاء الرسل محطات معينة يتجهون إليها، ومتى وصلت الرسالة إلى حاكم الإقليم، إلى إطلاق المنادين ينادون بما فيها. استخدمت الحكومات كذلك النقش على الحجر، وكان لابد لها حينئذ من أحجار عدة، ثم تبعث بها إلى حيث تُوضع، حجر رشيد المشهور، الذي كان وسيلة للوقوف على سر الكتابة المصرية، وقد وجدت من هذا الحجر ـ إلى منتصف القرن العشرين ـ نسختان، وكان حجر رشيد مكتوباً بثلاثة خطوط: اليوناني والديموطيقي والهيروغليفي، وهو يعود إلى عهد بطليموس الخامس، وكان الغرض من كتابته هو إذاعة قرار أصدره المجمع الديني، والخط الهيروغليفي للكهنة، وبذلك يمكن القول أن حجر رشيد كان جريدة واسعة الانتشار. ولا يقتصر الأمر على مصر؛ في كولونيا بألمانيا عام 1928، توجد قطعة من الحجر عُثر عليها في جزيرة كريت، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس ق. م، نقش عليها باليونانية القديمة دعوة إلى وليمة. كما عثر على قطعة أخرى من الخشب، يرجع تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، تعد الرسائل الإخبارية المنسوخة المظهر البدائي، منذ الحضارات الشرقية القديمة، وهناك أوراق مصرية من البردي الفرعوني يرجع تاريخها إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، تتضح فيها الحاسة الصحفية لإثارة الميول، على واجهة معبد هيبس يوجد نقش فيه بنود قانون يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ضماناً لسير العدالة، وإيضاحاً لقواعد جباية الأموال، وإنذاراً بالعقاب عن الجرائم المتفشية، ويؤكد المؤرخ اليهودي يوسف فلافيوس أنه كان، مؤرخون مكلفون بتسجيل الحوادث، شأن الصحفيين في العالم الحديث. وبلغت أوج مجدها، م الذي تنسب إليه أول صحيفة ظهرت، وهي مجموعة حمورابي للقوانين التي عدها علماء تاريخ القانون أول صحيفة لتداول القوانين، مثل صحيفة الوقائع المصرية، كحضارة الصين والإغريق والرومان، فقد أصدر يوليوس قيصر عقب توليه السلطة، م، صحيفة مخطوطة اسمها اكتاديورنا actadurina أي "الأحداث اليومية". يُكتب فيها أخبار مداولات مجلس الشيوخ، مثل الزواج والمواليد والفضائح، وأخبار الجرائم والتكهنات. وكان للصحيفة مراسلون، كان البابا يسجل أحداث العام على سبورة بيضاء ويعرضها في داره، حيث يحضر المواطنون للإحاطة بما فيها. وعندما ازداد النفوذ البابوي، أصبح القول الشفهي، لعلها أصل الجريدة الرسمية الحالية؛ استمر استخدام الرسائل الإخبارية المنسوخة، بين المدن الأوروبية المختلفة، وأصبحت مدينة "فيينا" مركزاً لهذه الخطابات، ظهر ما يسمى بالوريقات الإخبارية News Sheets أثناء حرب الثلاثين (1618 ـ 1648). المظاهر الأولى للصحافة الأوروبية، في إيطاليا ثم في إنجلترا وألمانيا وكان يكتبها تجار الأخبار تلبية لرغبة بعض الشخصيات الغنية، والمتعطشة إلى معرفة أهم أحداث العالم. مكاتب إخبارية جيدة التنظيم، وكذلك في سائر العواصم الأوروبية. وكان تاجر الأخبار يستأجر العبيد، ويعدوها للبيع والتوزيع على المشتركين، التي كانت تختلف عن رسائل المعلومات الخاصة الموجهة لكبار رجال السياسة والاقتصاد. كان إخوان فوجرز أشهر تجار الأخبار جميعاً، اتخذوا من مدينة اوجزبرج مقراً لهم، إلى جانب مكاتب إخبارية فرعية، وكان إخوان فوجرز متخصصين في أعمال المصارف؛ إلى جانب الأخبار السياسية والحزبية، ذات قيمة كبيرة للتجار ورجال المال. كان البابا يسجل أحداث العام على سبورة بيضاء ويعرضها في داره، حيث يحضر المواطنون للإحاطة بما فيها. وعندما ازداد النفوذ البابوي، أصبح القول الشفهي، لعلها أصل الجريدة الرسمية الحالية؛ استمر استخدام الرسائل الإخبارية المنسوخة، بين المدن الأوروبية المختلفة، وأصبحت مدينة "فيينا" مركزاً لهذه الخطابات، ظهر ما يسمى بالوريقات الإخبارية News Sheets أثناء حرب الثلاثين (1618 ـ 1648). المظاهر الأولى للصحافة الأوروبية، في إيطاليا ثم في إنجلترا وألمانيا وكان يكتبها تجار الأخبار تلبية لرغبة بعض الشخصيات الغنية، والمتعطشة إلى معرفة أهم أحداث العالم. مكاتب إخبارية جيدة التنظيم، وكذلك في سائر العواصم الأوروبية. وكان تاجر الأخبار يستأجر العبيد، ويعدوها للبيع والتوزيع على المشتركين، التي كانت تختلف عن رسائل المعلومات الخاصة الموجهة لكبار رجال السياسة والاقتصاد. كان إخوان فوجرز أشهر تجار الأخبار جميعاً، اتخذوا من مدينة اوجزبرج مقراً لهم، إلى جانب مكاتب إخبارية فرعية، وكان إخوان فوجرز متخصصين في أعمال المصارف؛ إلى جانب الأخبار السياسية والحزبية، ذات قيمة كبيرة للتجار ورجال المال. بعد مرحلة الكتابة على ورق البردي، ظهرت الكتابة على الصفحات الخشبية، إلى أن أمكن الطبع منها، باستخدام القوالب الخشبية، وكان للفينيقين بعد اختراع الورق، السبق مرة أخرى في اختراع الطباعة القالبية؛ وذلك بنقش الكتابة على لوح من الخشب، لكي يطبع منها العدد المطلوب، وكانت هذه هي الطريقة الشائعة في الصين كذلك، ثم تطورت بعد أن اخترع بي شينج أول حرف من الفخار، في عهد شينج لي، في أواخر النصف الأول من القرن الحادي عشر. فتمسكت بالكتب النادرة المنسوخة. إلى ما اهتدى إليه "بي شينج"، وتطورت الفكرة الجديدة إلى أن ظهر أول مخترع للحروف المعدنية المنفصلة، الذي ولد في مدينة مينز الألمانية، لاحظ جوتنبرج أن القراءة والتعلم مقصورين على الأغنياء، الذين ينسخون الكتابات، لقاء أجر كبـير لا يقدر عليه إلاّ الموسرون، ومن ثم فكر جوتنبرج في تكرار النسخ، من خلال اختراع حروف الطباعة المتفرقة والمسبوكة من المعدن، مما أحدث انقلاباً فكرياً لم يشهده العالم، أمكن حفظ تراث الأجيال السابقة، وتمكين الأجيال اللاحقة من الانطلاق، هناك رواية أخرى تقول إن المخترع الحقيقي رجل هولندي، يدعى لوران كوستر، ثم إلى مينز بألمانيا وهناك تعرف على جوتنبرج، يكون يوحنا جوتنبرج هو مخترع الطباعة الحقيقي، بأنه سبقه عدة محاولات، منها محاولة لوران كوستر الهولندي. الذي طبع باللغة اللاتينية فيما بين 1452 و1455 ميلادية، بعد نجاح تلك التجربة، ثم انتشر استخدام الحروف المنفصلة، في مدن ألمانيا حتى بلغ ما طبع بها، خلال أقل من خمسين عاماً، يبلغ عدد نسخها ما يقرب من عشرين مليوناً. بعد نجاح فكرة الطباعة الحديثة، في ألمانيا انتقلت إلى دول أوروبا، في الفترة من عام 1456 إلى 1487 ميلادية، وكانت إيطاليا أولى الدول بعد ألمانيا في هذا المجال، ثم تلتها باقي الدول ثم انتقلت الطباعة إلى تركيا عام 1503، ثم عرفتها روسيا عام 1553، أمَّا الولايات المتحدة فقد عرفتها عام 1836. بعد ذلك، من الخبر الواحد، من القراء، من وقت وجهد. المنسوخة باليد، بثلاثة قرون. وكانت هذه الرسائل تسد فراغاً كبيراً، وقوانين النشر المختلفة، كانت تنصب على المطبوعات فقط؛ مما جعل لهذه الرسائل الإخبارية المنسوخة أهمية كبرى، وأدى المخبرون، حتى عام 1789، حتى منتصف القرن التاسع عشر، ورخص ثمن الصحف الشعبية، وارتفاع توزيع المطبوع منها، إلى اختفاء الخبر المخطوط نهائياً. على انتشار النشرات الخبرية المطبوعة، عقب الكشوف الجغرافية، ثم وقوع الحروب التركية والإيطالية، التي اشتركت فيها غالبية دول أوروبا، وظهور حركة مارتن لوثر الدينية، وتزايد الحريات. ثم ظهرت، ثم ظهرت نشرات تصدر، في فرانكفورت عام 1588، ثم صدرت أسبوعية بصورة منتظمة. بمقتضى امتياز تمنحه الدولة، مقابل فرض الرقابة عليها. من دون تعليق على الأخبار الخارجية، وخاصة السياسية والعسكرية منها، وكان محظوراً عليها نشر الأخبار الداخلية. فعندما تولى ريشليو مقاليد السلطة، أدرك فائدة الصحافة، الذي يمكن الركون إليه، في مثل هذا المجال، التي تنشرها بعض الصحف اليومية، وحذت معظم دول أوروبا حذو فرنسا فأنشأت صحفاً رسمية. وإنجلترا لم تظهر صحافة حرة، في أوروبا، بين 1641 و1643، أعادا مرة أخرى، الامتياز والرقابة، مدة خمسين عاماً. وزالت عنها الرقابة، منذ عام 1695؛ فأصبح للصحافة طابع خاص، ظهرت أول صحيفة إنجليزية يومية، عام 1702، أمَّا في فرنسا فقد ظهرت الصحيفة اليومية الأولى، عام 1777، باسم جورنال دي باريس. أمّا في الولايات المتحدة الأمريكية فقد ظهرت أول صحيفة عام 1690 في بوسطن وهي صحيفة ذي بابليك أوكُّورنس The Public Ocurrence. وفي عام 1704 ظهرت صحيفة ذي بوسطن نيوزليتر News Letter. في فيلادلفيا. كانت الصحف الأمريكية تنقل أكثر مادتها وأخبارها من الصحف الإنجليزية، لكنها بدأت تقلل من ذلك، بعد حرب الاستقلال الأمريكية. وقد لعبت الصحافة الأمريكية دوراً كبيراً، وقد تمتعت الصحافة الأمريكية، بحرية نسبية دعمها التعديل الدستوري، عام 1791. إلى المرسل إليه، في تطور الصحافة الإخبارية، وسعة انتشارها. هو أن الخدمات البريدية كانت توزع، ولم يكن من الميسور إصدار الصحافة اليومية، لولا تقدم الخدمات البريدية. ومن الطريف أن معظم الصحف كانت تحمل اسم البريد، مثل Flying Post البريد الطائر، وWeekly Messenger البريد الأسبوعي، وNight Post البريد الليلي، على الرغم من أن نشأة الخدمات البريدية كان نعمة، لمديري البريد، نظير الحصول على ترجمة ملخصة للصحف الواردة، من الخارج، في تسليم الأخبار، رئيس تحرير جريدة التايمز اللندنية، يعيِّن مراسلين لصحيفته، من مراسلي التايمز، ويطلعون على ما فيها، ونشرتها، عام 1807، مرة أخرى، وعُرض الأمر على النائب العام، أمر بحفظ التحقيق، وعدم تقديم الصحيفة للمحاكمة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية كان إصدار الصحف مرتبطاً بمدير البريد؛ كما أصدر خلفه، وليم بروكر، ابتداء من بروكر. في مجال الإنتاج، في النصف الأول، من القرن التاسع عشر، فوكالة رويترز البريطانية، مثلاً، في معرفة الأنباء، ومن ناحية أخرى، للتغلب على عقبات المسافات البعيدة. نظَّم الصحفي الأمريكي د. كرايج أسراباً من الحمام، يزيد عددها على الخمسمائة، لنقل الرسائل، بين مدن فيلادلفيا، ويذكرنا ذلك بالصحف الحديثة، التي يقام، مورس؛ فكان بمثابة ثورة، في عالم الاتصال، غيرت وجه الفن الصحفي، فيقول جيمس جوردون بنيت، في مقال له، وسوف يصبح، وأشد إثارة، من أي وقت مضى". ولم يكد يبدأ استخدام التلغراف، في إنجلترا عام 1845، وفي عام 1851 ارتبطت فرنسا بإنجلترا تلغرافياً، تحت سطح البحر، بين كيب جرينية ودوفر. وما أن أتى عام 1852، في الولايات المتحدة الأمريكية 16735 ميلاً. عام 1880. ارتبطت أوروبا بأمريكا، تحت مياه المحيط الأطلسي، ومن الطريف أن أول برقية أذيعت، إلى الرئيس الأمريكي بوكنان، الذي لم يصدق الأمر، من القرن الماضي، جرى الاتصال، بين بريطانيا والهند واليابان كما امتدت الخطوط، من جهة، وبينها وبين أمريكا الجنوبية، فقد استلزم الأمر تضافر الجهود لإنشاء الاتحادات والوكالات، التي تستطيع أن تغطي تلك المصروفات. وفي عام 1875، ومنذ عام 1927، أصبح التليفون عاملاً مهماً ورئيسياً، لنقل الأخبار، وأصبحت المدن البعيدة تتصل، ببعضها البعض، في دقائق معدودات، انعكس ذلك، رسائل لاسلكية مختصرة، حتى أصبح حقيقة واقعة، مع بداية عام 1900، وبُنيت أول محطة إذاعة، عام 1906، ولقد كان لهذه المحاولة أهميتها، أو الآلات الموسيقية، عن صوت المغني، في الأغنية المذاعـة. وتلي ذلك قيام دي فورست باستخدام برج إيفل، للإرسال الإذاعي. وقد جذبت محاولاته التالية أنظار الجماهير، عندما اشتركت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى. الذي كان يبث إذاعته، من يخته، إلاّ أن هذه الإذاعات كانت ضعيفة الالتقاط في بداية الأمر. وكان نشوب الحرب العالمية الأولى سبباً في تعطيل تقدم الإذاعة، إلى حد كبير؛