وهو الحامي من الفوضى وقت الأزمات الكبرى، والعمل بشكل مواز على توحيد كافة القوات الإماراتية تحت مظلة اتحادية واحدة خلال الدورة الأولى من عمر الحكومة الاتحادية، 1976 وبفضل الروح الجديدة التي كانت تسري في الدولة وبدعم الشيخ زايد والشيخ راشد اللذين باركا الخطة بعد أن عدلا عليها وراجعاها مراراً معي. عندما كان رجالي يلبون النداء للقتال كنت أقاتل إلى جانبهم. كنت حريصاً على أن أكون أول من يقود الرجال في النزاعات المسلحة وآخر من يغادر فور تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر 1971، بدأت العمل على إدارة عملية تسلم المهام من القوات البريطانية، كنتُ أعرف قاعدة سلاح الجو الملكي في الشارقة حق المعرفة. وفي 22 ديسمبر، والسرية الطبية، والموسيقى العسكرية، ومدرسة تعليم الصغار. وقد شكلت تلك القوة لاحقا نواةً صلبة لقواتنا المسلحة التي توسعت لتضم قوات دفاع الإمارات المحلية التي أنشئت من قبل حكام الإمارات كقوة دفاع أبوظبي وقوة دفاع دبي والقوة المتحركة برأس الخيمة والحرس الوطني بالشارقه الهدف الأول الذي سعيت لتحقيقه بصفتي وزيراً للدفاع هو توحيد قواتنا المسلحة قبل حلول العام 1976. وبالفعل التزمت بالإطار الزمني الذي كنتُ قد وضعته لنفسي. وهي موجودة في مواقعها منذ عام. وبقي عليّ فقط الانطلاق لتنفيذ هذه الاستراتيجية وبدء العمل بموجبها. حظيت بتعاون كامل من قادة الإمارات، ولأنني أتحت الفرصة لهؤلاء القادة بالمشاركة والاطلاع وإدلاء الرأي ليس فقط في النتيجة وإنما في العملية نفسها ؛ وبتشجيعهم أيضاً تمكنت من تحديد الآلات والتكنولوجيا التي نحتاجها، كما حرصت بنفسي على تجربة وفحص كل قطعة من المعدات والآلات التي كنا نجلبها. كنتُ قادراً على رؤية وتحديد ما الذي سينجح في صحرائنا، وما الذي سيقاوم أشعة الشمس الحارقة وينقذ حياة رجالنا في الوقت نفسه. أدرك كل الحكام أنني بذلت قصارى جهدي لإنجاز مهمتي، وكنت قد أجريت محادثات على مستوى عالٍ مع جيوش المنطقة، وأرسلت مجموعات صغيرة تتكون الواحدة منها من عشرين رجلاً للمشاركة في كما أرسلنا ضباطاً إلى الخارج إلى بريطانيا وإيطاليا وفرنسا. وهكذا، ومعنى ذلك أنه سيتسنّى لي العمل على إنشاء وزارة الدفاع والتي كانت تتطلب وقتاً أطول. لم يكن إنشاء وزارة الدفاع بالنسبة لي مجرَّدَ وضع أساسات لمبنى جديد تتوزع فيه المكاتب كنتُ أعرف أن مأسسة الوزارة تعتمد في المقام الأول على العلاقات والشبكات التي كنا سنقيمها وننشئها خلال أقصر وقت ممكن. لذلك، بدأت بعقد عدد هائل من الاجتماعات مع نظرائي وزراء الدفاع في بلدان المنطقة. كما كان هناك مبعوثون من طرفي يتنقلون ذهابا وإيابا بشكل يومي. وعلى الرغم من ضغط العمل إلا أنني حرصت على ألا أفوّت أيّ تدريب صباحي في ساحة العرض مع رجالي، في تلك الأيام قمت بأول عملية شراء للمعدّات أيضاً، ما أضفى السعادة على الجميع. كانت دبابات "سكوربيون" (Scorpion) مناسبةً للغاية من حيث الوزن وخفّة الحركة التي تتطلبها تضاريسنا الصحراوية. وقد وصلت مروحيات "بيل" (Bell) من تكساس وطائرات "إيرماتشي" (Aermacchi) التدريبية من إيطاليا، وكلها قمتُ بفحصها بنفسي. تعاملنا مع نزاعات مسلحة بين بعض القبائل، ومقتل حاكم الشارقة، ومحاولات اختطاف طائرات،