بالرغم من التغيير الاجتماعي والخطابات الرسمية الناتجة عن المؤتمرات الدولية التي خصت المرأة ٬ فلا زال مخططو برامج التنمية في العالم العربي بالذات ٬ ينظرون الى المرأة من منطلق وضعها التقليدي في المجتمع ٬ وبالتالي دورها الإنجابي فقط ٬ ويتجاهلون أدوارها الإنتاجية الاخرى داخل الاسرة وخارجها . شهدت عقود التنمية الأربعة تدرجاً للاعتراف بدور المرأة في التنمية ٬ حيث ان العقد الرابع أعطى الاولوية لموضوع المرأة من خلال تبني مفهوم " الجندرة " ٬ فأصبح بالإمكان إقناع المسؤولين ومخططي البرامج والمشاريع التنموية بأن قضايا التفاوت بين الجنسين حقيقية موجودة ومتنوعة ٬ وان كانت تختلف حدتها من بلد إلى اخر ومن بيئة إلى آخرى داخل البلد الواحد ٬ كما أصبح من السهل إقناعهم بأن النساء يعانين من هذا التفاوت في جميع أنحاء العالم ولكن مع إختلاف هذه المعاناة في حدتها بأختلاف البلدان والفئات الاجتماعية . وانطلاقاً من جعل الجندر ومفهوم الفوارق بين الجنسين جزءاً من خطة العمل في برامج التنمية فلا بد من إدخال مفهوم الجندر ضمن كافة البرامج والنشاطات التي تصب في عملية التنمية ٬ بمعنى أخر تركيز مفهوم التنمية على الانسان سواء كان رجلا ام امرأة حيث وتشكل هذه المقاربة