موقف الولايات المتحدة الغارات الجوية على فيتنام الشمالية في فبراير عام ١٩٦٥ ، والا تمرض الحزب كله للهزيمة المؤكدة امام نيكسون . ووافق على دعوة جبهة تحرير فيتنام الجنوبية للاشتراك في مباحثات السلام الدائرة في پاريس ، تاییده لهمفری ، كاد أن يكون حاسما . قوى التقدم والبسان ضعيفة ومفككة . وهي لا تقدر . . ولكن تجربة ادارة جونسون خيبت الامال إلى أبعد حد في قدرة هذا الحزب على نصرة هذه القضايا ، حتى مع افتراض تخلي جونسون لغيره بمنصب الرئاسة . ولم يستطع هيوبرت همفری أن يحتفظ بقدر من الشعبية - بوصفه مرشح الحزب الديمقراطي - الا لادراك هذه القوى ان كل بديل فى السلطة لهذا الحزب ، هو بالحتم ( بديل الى يمينه ، ، ومع ذلك لم يجد همفرى مناصا - تدعيما المركزة - الا ان يعلن تنصله من الخط الذي انتهجه جونسون ، واضطر قبل انتخابات الرئاسة باسبوعين - ان يدلى بتصريحات يؤكد فيها أنه لم يكن موافقا على بدء الغارات الجوية على فيتنام الشمالية في غير اير عام ١٩٦٥ ، ولم يكن تأييده المعلن السياسة جونسون بعد ذلك الا بحكم الالتزام الذي فرضه منصبه الرسمى كتائب للرئيس ! ووجد كل اقطاب الحزب الديمقراطي، محافظ الاباما ، وهذا الحزب الجديد الذى جذب ١٤ % من عدد الذين أدلوا بأصواتهم ، على حد تصريحات جنرال الجو ليماى ، والمرشح بجوار والاس لمقعد نائب الرئيس ] ، ومعارضة وقف الغارات الجوية ضد فيتنام الشمالية. والجماعات ذات الاتجاهات العنصرية ، والميول الفاشية ، والتشكيلات الهتلرية النزعة وهي في أغلبها عناصر كانت تدلى بأصواتها في الماضى لمرشحي الحزب الجمهوري في ولايات الجنوب . وقد اجمع المراقبون على أن نسبة الاصوات التي تجمعت حول هذا الحزب تعتبر بحق صحوة مخيفة لليمين المتطرف، ودلالة على أن القلاقل التي تواجه المجتمع الأمريكي حاليا ، وكانت كل التنبؤات قبل ظهور نتيجة الانتخابات ببضعة أسابيع تنتظر نصرا ساحقا لنيكسون . كتعبير عن إدانة ادارة جونسون ، ولإحساس بالفشل وعدم الرضا ، وعدم ظهور بديل واتاح لجونسون نجاحه الباهر فى انتخابات عام ١٩٦٤ - لم يعد لزاما على الحزب الجمهوري المنافس ان يلجأ ليتميز فى مواجهته - الى خط موغل في تعصبه وعدوانيته وتطرقه اليمينى . ومن نفقات باهظة ، بلغت ثلاثين الف مليون مليون دولار دولار كل عام . ارتفاع رصيد نيكسون غير أن الرصيد الذى بدد لم يكن رصيد جونسون الشخصى فحسب ، ولكن فوق هذا كله ، ترتب على هذا العجز في ادارة الديمقراطيين مفارقة خطيرة ، الذى لم يعد يحتمل وقوع أزمة تصل الى هذه الابعاد فى واقع امريكا الداخلي ، معركة انتخابية تختلف عن سابقتها من ابرز ما يستوقف النظر في المعركة الانتخابية الاخيرة ، وأتاحت له ادعاء أنه يملك ثقة الامة بأسرها ، وكان جونسون قد أحرز هذا النصر الحاسم على منافسه الجمهورى بارى جولدووتر ، ولا لمجرد أن جولد ووتر نادى فى حملته الانتخابية ، بخط متطرف في عدوانيته وتعصبه ، أعاد الى الاذهان المكارثية » المقيتة ، ولكن كذلك لان جونسون وعد ناخبيه بانتهاج سياسة خارجية معتدلة ، وبخاصة في قضية فيتنام . تستهدف اقامة و المجتمع العظيم ) وانفجرت ثورة الطلاب والشباب ضد التجنيد لحرب فيتنام ، واختلال كل القيم الاجتماعية ، والبعث والعدم اللذان أصبح ينبيء بهما مستقبل معرض لاعمق الاهتزازات وأفضت هذه الاحداث الى صدع عميق في وحدة الامة ، والى تعدد مواطن الانفجار ، والفوضى الشاملة . ودخل العنف السياسة الامريكية من أوسع الابواب ، وتلاحقت الاغتيالات السياسية ، وكان قرار جونسون الذي اعلنه في مارس الماضي ، . المعركة الانتخابية القادمة ، اشهارا الافلاسه السياسي ، وتسليما من جانبه بأن الخط الذي انتهجه طوال فترة توليه الرئاسة ، قد بدد تماما كل الرصيد الذى تجمع في شخصه عند انتخابه . شخصية نيكسون واهدافه المعلنة تبرز شخصية نيكسون كعنصر هام فيما ينبغى أن ينتظر منه . وهو يصف نفسه بالواقعية » ، المتمرسين في فن المناورة ، المحيطين بأسرار أساليب السياسة الأمريكية ، ومن العناصر الشديدة الحساسية للمناخ السائد وتموجاته ، والقادرة على السباح في كافة المياه وقد ظل الى الان مبهما وغامضا فيما ينوى عمله لمواجهة المشاكل الداخلية المتفاقمة . وقد ردد طوال حملته الانتخابية انه رجل يحرص على النظام » و « المشرعية ؟ . وجد لزاما عليه أن يركز كل احاديثه على أهمية الموحدة القومية » . وفى مجال الاقتصاد : أبدي نيكسون شكه فى جدوى تدخل الحكومة الفيديرالية فوق الطاقة فى مجربات النشاط الاقتصادى ، وأبدى تحبيذه للامركزية ، وأعلن ايمانه بفكرة « التنافس الحر » ، وكذلك ظاهرة التضخم وهى تنبيء ببلوغ ابعاد خطيرة . وان كان من المعلوم عن نيكسون انه من انصار الحد من تقاتم التضخم ، حتى اذا ترتب على ذلك انكماش فى العمالة ، وزيادة في البطالة ، الى ما يفوق الحد الاقصى الذي حرصت ادارة جونسون ألا تتجاوزه . وهذا من شأنه أن يزيد بدوره من احتدام الصراعات الاجتماعية ، مقابل تدعيم مركز الاحتكارات . وفى مجال الاقتصاد : أبدي نيكسون شكه فى جدوى تدخل الحكومة الفيديرالية فوق الطاقة فى مجربات النشاط الاقتصادى ، وأعلن ايمانه بفكرة « التنافس الحر » ، باعتبارها مبدا اساسيا فى تقاليد امريكا الاقتصادية . ولكن هذه التصريحات لا تانى بردود شافية على المشاكل الحقيقية التى تواجه الاقتصاد الامريكي اليوم وهي لا تلقى اضواء على الاجراءات التي تنوى الادارة الجديدة اتخاذها لمواجهة المشاكل النقدية المتفاقمة ، وان كان من المعلوم عن نيكسون انه من انصار الحد من تقاتم التضخم ، وهذا من شأنه أن يزيد بدوره من احتدام الصراعات الاجتماعية ، ومن سوء حالة القطاعات الفقيرة في المجتمع ، تنبیه به ادارة نيكسون الجديدة ؟ سؤال تنطوى الاجابة عليه ، . فعلى الرغم من لیس بالشخصية السياسية المجهولة رأى العام ، بعد أن احتل منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد ایزنهاور طوال ادارتين متتاليتين / ١٩٥٢ - ١٩٦٠ ] ، وتحددت له خلال مباشرة مهام وظيفته ، قسمات سياسية معروفة . إلا أن ملابسات الموقف داخل الولايات المتحدة ، وملامح الموضع وقد عقدت الامال بعد ذلك على أن يلقى الدولي ، ومن تشكيل الوزارة ، الذي ينتظر أن تنتهجه الادارة الجديدة . التي انتهت بفوزه بكرسي الرئاسة ، أن نيكسون جاء هذا التشكيل مخالفا لكثير من التنبؤات . أو أية نقاط واستبعد معظم وجوه الحزب الجمهوري ، ذات محددة ، لعلاج الاخطاء الخطيرة التي تورطت فيها الملامح السياسية المعروفة ، ومشكلة الاحتفاظ بربط الدولار بالذهب او فصله عنه ، والاختلال في ميزان المدفوعات وكذلك ظاهرة التضخم وهى تنبىء ببلوغ ابعاد خطيرة . انصار الحد ذلك انكماش الى ما يفرق الحد الاقصى الذي حرصت ادارة جونمون الا تتجاوزه . وهذا من شأنه أن يزيد بدوره . ومن سوء حالة الطاعات النتيرة في المجتمع ، مقابل تدعيم مركز الاحتكارات . وفى مجال الخدمات ، بسبب انشغال الرئيس السابق بحرب فيتنام واجتذابها معظم وقته واهتمامه ، وزيادة كفاءة الخدمات، وزيادة الاهتمام بقضايا التعليم والصحة ، عن طريق زيادة عدد الاطباء والممرضات . وقد اختار لوزارة الصحة والتعليم والخدمات احد اصدقائه المقربين ، هو فينش ، ومثل هذه الاجراءات تنبىء - هي الاخرى - بخدمة المشروعات الخاصة في هذه القطاعات ، قبل أن تعبر عن انصراف بالجهود الى رفع مستوى المواطنين بشكل عام . اصبحت تستنزف أمكانياتها ، وتهدد استقرارها الداخلي ، ولكن بدون التخلى عن أطماعها في الاحتفاظ بدور قيادي في تقرير مصائر العالم خارج حدودها ، وبالاعتماد على الوسائل الاقتصادية أساسا . أما عن أهم القضايا المحتدمة ، التي اصبحت تواجه المجتمع الأمريكي ، فلم يدل نيكسون بتصريحات محددة حول خطة عمله ، ولكنه من احالة الموضوع الى الهيئات القضائية ، لكم في النزاعات القائمة حول تطبيق القانون : دد هذه الحقوق . ويرفض نیکسون تم اى تحرك الزنوج يتجاوز حدود الالتزام بهذا الاثار ، رغم كل تجاربهم المتكررة بأن القانون يطبق . ويهدد نيكسون بقوله أن " الحق المدنى الأول الذي يجب أن يتمتع به كل أمريكي ، هو الاقدام حتما على ولا يوافق نيكسون على الاعتراف بالصين الشعبية. ويرى أن سبيل مواجهة التحدى الذي تمثله ، ينبغي - بعد فشل تجربة فيتنام - ان يقوم على أساس أحياء وتدعيم مركز الدول المحيطة بالصين اقتصاديا ، وبالذات اليابان وكوريا الجنوبية وتابلاند وفيتنام الجنوبية - ويرى أن هذه السياسة تحقق افضل وسيلة لالزام الصين بالخط الذى أصبح الاتحاد السوفيتي - في نظره يلتزم به ، وهو الاعتراف بضرورة النقلى (سياسة خارجية تقليدية) الا ان نيكسون قد أدلى بتصريحات قبل انتخابه الى احد كبار معلقى مجلة «الأوبزرفر» البريطانية ، تضمنت نقاطا هامة تلقى بعض الاضواء على الخط الذى ينوى انتهاجه بالذات ، ويسلم نيكسون بأن قضية فيتنام ، هي القضية الأولى التي تشغل بأدارته في هذا الشأن . ويصرح بأن هذه التجربة لا ينبغي أن تتكرر ابدا .